44وبما أنّ يد المحبين لاتصل إلى يد النبي (ص) حتّى يقبّلونها، يقبّلون ما له به صلة، وهذه هي العادة السائدة بين العقلاء فيقبّل الولد ما ورثه من الآباء من ألبسة وكتب وأقلام وتصاوير، وكأنّ منطق الجميع منطق مجنون ليلى العامرية:
أمرّ على الديار ديار ليلى
1
وقد عدّ البيهقي محبة النبي من شعب الإيمان. 2كما عقد مسلم في صحيحه باباً باسم توقيره (ص) وترك إكثار سؤاله عمّا لا ضرورة إليه. 3والعجب أنّ أتباع ابن تيمية - الّذي يعدّ التبرّك بآثار النبي (ص) بعد رحيله بدعة - كانوا يتبرّكون بالماء الّذي فضل من غسله، يقول تلميذه ابن كثير في حوادث سنة 728 ه-: شرب جماعة الماء الّذي فضل من غسله، واقتسم جماعة بقية السدر الّذي غُسّل به، ودفع في الخيط - الّذي كان فيه الزئبق الّذي كان في عنقه (عنق ابن تيمية) بسبب القمل - مأة وخمسون درهماً، وقيل: إنّ الطاقية الّتي كانت على رأسه دفع فيها خمس مأة درهماً، وحصل في الجنازة ضجيج وبكاء كثير وتضرع، وختمت له ختمات كثيرة