306شاهد مسلم طوعة واقفة على باب دارها وكان قد أعياه المسير، فاتجه نحوها وقال لها: السلام عليك يا أمة الله، فردّت طوعة بلطف وأدب: وعليك السلام يا عبد الله.
فقال مسلم: يا أمة الله هل لك أن تسقيني شربة ماء، فلساني قد تشقق من العطش.
أجابت طوعة: حباً وكرامة، ودخلت الدار بسرعة وجاءت بالماء، شرب مسلم وأعاد إليها الإناء شاكراً، ثم جلس ليستريح واضعاً رأسه بين يديه مهموماً.
أدخلت طوعة الإناء، ثم رجعت لتجد مسلماً ما زال جالساً على بابها، فقالت له باستنكار وتعجّب: يا عبد الله ألم تشرب الماء؟ أجابها مسلم: بلى، فقالت: إذن قم فاذهب إلى أهلك.
سكت مسلم، فعادت طوعة تكرر وتقول له: يا عبد الله اذهب إلى أهلك فإنه لا يصحّ لك الجلوس على باب داري ولا أحلّه لك.
عندها قام مسلم بتثاقل يجر رجليه ثم وقف وقال: يا أمة الله ما لي في هذا البلد أهل ولا عشيرة فهل إلى أجر ومعروف؟ ولعلّي أكافئك به بعد هذا اليوم.
فقالت طوعة بدهشة وتعجب: يا عبد الله ما هذه المكافأة وكيف ذلك؟ ومتى بعد هذا اليوم؟ فقال: يا أمة الله أنا مسلم بن عقيل من آل بيت رسول الله وأنا سفير الحسين إلى أهل الكوفة.