285إنّ أحد أبرز إنجازات الإمام الخميني (قده) إحياء الحج الإبراهيمي، واعتبر الحج من أبرز مظاهر التلاقي وإعلان البراءة من المشركين، إلا أنّ الناظر إلى الحج لايرى أيّ أثر من طرح لمشكلات العالم الإسلامي والبراءة من المشركين؛ وقد اعتبر رضوان الله عليه من خلال بياناته السنوية التي كان يوجّهها إلى الحجاج في موسم الحج على وجوب اهتمام المسلمين بالأمور السياسية للعالم الإسلامي، واعتبار إعلان البراءة من المشركين ركناً من أركان الحج، وتوضيح مسؤوليات الحجيج في هذا الخصوص.
وبالتدريج اتخذ مؤتمر الحج العظيم شكله الحقيقي وصارت مسيرة البراءة تقام سنوياً بمشاركة عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين والمسلمين الثوريين من البلدان الأخرى، يردّدون خلالها شعارات تطالب بإعلان البراءة من أمريكا والاتحاد السوفيتي آنذاك وإسرائيل باعتبارها مصاديق بارزة للشرك والكفر العالمي، وتدعو المسلمين إلى الاتحاد.
وفي هذا الصّدد يقول سماحة ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي حفظه الله تعالى في ندائه لحجاج بيت الله الحرام وذلك في موسم الحج لعام (1424ه-) :
إنهم (المستكبرون) يشعرون بوجود الصحوة الإسلامية، ويشعرون بالخطر من انتشار فكرة (الإسلام السياسي) وسيادة الإسلام، وترتعد فرائصهم عندما يفكرون بيوم تنهض فيه الأمة الإسلامية موحدة مليئة بالأمل، فإنّ الأمة الإسلامية بما تملكه من ثروات طبيعية، وتراث حضاري تاريخي عظيم، ورقعة جغرافية مترامية الأطراف، وكم بشري هائل، لن تسمح في ذلك اليوم المنشود، لقوى الهيمنة التي طفقت تمتص دم الأمة