28وعلّق محقّق كتاب (العلل ومعرفة الرجال) على هذا الحديث وقال: أمّا مسّ منبر النبي (ص) فقد أثبت ابن تيمية - في الجواب الباهر لزوّار المقابر- فعله عن ابن عُمر، دون غيره من الصحابة، وروى أبو بكر بن أبي شيبة في المصنّف (121: 4) عن زيد بن الحباب قال حدّثني أبو مودود قال: حدّثني يزيد بن عبدالملك بن قسيط، قال: رأيت نفراً من أصحاب النبي (ص) إذا خلا لهم المسجد قاموا إلى رُمّانة المنبر القرعاء فمسحوها ودعوا؛ قال: «ورأيت يزيد يفعل ذلك» .
وقال الكرماني حول قول عمر: عندما جاء إلى الحجر الأسود فقبّله فقال: إنّي أعلم أنّك حجر لا تضرّ ولا تنفع ولولا أنّي رأيت النبي يقبلك ما قبلتك: «وأمّا تقبيل الأماكن الشريفة على قصد التبرّك وكذلك تقبيل أيدي الصالحين وأرجلهم فهو حسن محمود باعتبار القصد والنية؛ وقد سأل أبو هريرة الحسن (رض) أن يكشف له المكان الّذي قبّله رسول الله (ص) وهوسرته فقبّله تبركاً بآثاره وذريته (ص) ، وقد كان ثابت البناني لا يدع يد أنس (رض) حتّى يقبّلها ويقول: يد مسّت يد رسول الله؛ وقال أيضاً: وأخبرني الحافظ أبو سعيد ابن العلائي قال: رأيت في كلام أحمد بن حنبل في جزء قديم، عليه خط ابن ناصر وغيره من الحفاظ، أنّ الإمام أحمد سئل عن تقبيل قبر النبي (ص) وتقبيل منبره فقال: لا بأس بذلك؛ قال: فأريناه للشيخ تقي الدين بن تيمية، فصار يتعجّب من ذلك ويقول: عجيب أحمد عندي جليل يقوله هذا كلامه أو معنى كلامه. وقال: وأي عجب في ذلك وقد روينا عن الإمام أحمد انّه غسل قميصاً للشافعي وشرب الماء الّذي غسله به، وإذا