167إلى النهار، إذن فقد جاء الحكم على طريق اللف والنشر المرتب، وهو ما فعله الشاعر فقال:
قلبي وجفني واللسان وخالقي
راضٍ وباكٍ شاكرٌ وغفورُ
فالقلب راض، والجفن باكٍ، واللسان شاكر، والخالق غفور، ولكن الشاعر جاء بالأحكام منشورة بعد أن لف الكلمات الأربع الأولى، أي أنه طوى المحكوم عليه مع بعضه ثم نشر الأحكام من بعد ذلك. . وبعد أن حلل الحق صيد البحر جاء بتحريم صيد البر إن كنا حُرُماً، وذلك تأكيد جديد على تحريم صيد البر في أثناء الإحرام أو الوجود في الحرم.
الطبرسي في تفسيره: مَتَاعَاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ، قيل معناه: منفعة للمقيم والمسافر عن قتادة وابن عباس والحسن؛ وقيل: لأهل الأمصار وأهل القرى، وقيل: للمحل والمحرم.
الثاني: حرمة صيد البر وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ لْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً ما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه نجده فيما يلي من أقوالهم: اتفقت كلمتهم على حرمة صيد البر للمحرم، أي عملية الصيد نفسها، أو المصاد نفسه.
واختلفت كلمتهم في الصيد بمعنى الشيء المصاد إن صاده غير المحرم.
واختلفوا في المعني بالصيد فقيل هو كل الوحش أكل أو لم يؤكل وهو قول أهل العراق واستدلوا بقول علي (ع) :
صَيْدُ المُلُوكِ أرانِبٌ وَثَعالِبٌ
فَإذا رَكِبْت فَصِيدِيَ الأَبْطالُ
ويقول الطبرسي: وهو مذهب أصحابنا رضي الله عنهم.