146شرعي، وبالتالي عليهم أن ينسجموا مع منهج السماء وأحكامها في حلالها وحرامها، وأن يكونوا على معرفة بها ووعي لأهدافها وحكمها.
ومنها هذا السؤال الوارد في الآية الكريمة بعد ما عرفوا آيات التحريم في الآيات الثلاث قبلها:
يسألونك ماذا أحل لهم ؟ وجاءهم الجواب على لسان رسول الله (ص) بأمر من الله تعالى له؛ ليحل لهم أمرين كما توفرت عليهما الآية المذكورة:
الأمر الأول: قل أحل لكم الطيبات يقول سيد قطب في تفسيره في ظلال القرآن: وهو جواب يستحق التأمل. . إنه يلقي في حسهم هذه الحقيقة: إنهم لم يحرموا طيباً، ولم يمنعوا عن طيب، وإن كل الطيبات لهم حلال، فلم يحرم عليهم إلاّ الخبائث. . والواقع أنّ كل ما حرمه الله هو ما تستقذره الفطرة السليمة من الناحية الحسية؛ كالميتة والدم ولحم الخنزير، أو ينفر منه القلب المؤمن كالذي أهل لغير الله به أو ما ذبح على النصب، أو كان الاستقسام فيه كالأزلام وهو نوع من الميسر. .
الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: لمَّا قدَّم سبحانه ذكر المحرمات عَقَّبه بذكر ما أحل فقال: يسألونك يا محمد ماذا أحل لهم معناه أيّ شيء أحل لهم أي يستخبرك المؤمنون ما الذي أحل لهم من المطاعم والمآكل وقيل: من الصيد والذبائح قل يا محمد أحل لكم الطيبات منها، وهي الحلال الذي أذن لكم ربكم في أكله من المأكولات والذبائح والصيد عن أبي علي الجبائي وأبي مسلم؛ وقيل: مما لم يرد بتحريمه كتاب ولا سنة وهذا أولى لما