132لايسعنا إلاّ أن نردد القول المشهور: «تغيرت البلاد ومن عليها» ، فلم يبق من أحياء مكة القديمة حول الحرم الشريف وما ضمته من أماكن تاريخية مأثورة إلاّ الأسماء والتاريخ المكتوب.
متابعة لهذا المنهج العلمي للمدرسة التاريخية المكية، يتم عرض المندثر من هذه الأماكن في هذا المبحث.
خصص جمال الدين محمد بن ظهيرة القرشي مساحة في كتابه (الجامع اللطيف) للمساجد التي ذكرها الأزرقي و لمتعرف الآن، [عصر ابن ظهيرة القرشي]، فقال:
«وأما المساجد التي ذكرها الأزرقي، ولم تعرف الآن فستة مساجد» :
الأول: مسجد بأعلى مكة بين شعب ابن عامر. . . وهذا المسجد لايعرف الآن.
الثاني: مسجد بأجياد يقال: إنّ النبي (ص) اتكأ هناك. . . ، قال الأزرقي: إنّ أهل العلم ينكرون ذلك، وإنما يثبتون أنه صلى بأجياد الصغير، ولايوقف على موضع مصلاه أيضاً تحقيقاً، بل حدساً بغير أصل.
الثالث: مسجد بأعلى مكة، يقال له مسجد الشجرة.
الرابع: مسجد بذي طوى في علو مكة بين الثنيتين اللتين يدخل منهما الحاج.
الخامس: مسجد السرر، تعيين محله يقيناً لايوقف عليه الآن، بل جهته.