90ثانياً: الممارسات المخالفة للعقيدة الصحيحة التي يأباها العقل، وترفضها العقيدة الإسلامية الصحيحة، وهذا ما ستتم مناقشته والحديث عنه بشكل تفصيلي.
والله الهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبدالوهاب إبراهيم أبوسليمان - مكة المكرمة
* * *
2. نماذج من مواقف السلف الصالح من الأماكن المأثورة
اهتم كثير من السلف الصالح الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم بالأماكن التي صلى فيها رسول الله (ص) ، أو حدث له فيها أمر، أو لأحد من كبار الصحابة رضوان الله عليهم، بما يليق بها انتساباً للنبي (ص) ولصحابته الكرام، وقد دونها كبار المحدثين والمؤرخين، وخصوها بأبواب مستقلة أمثال الإمام البخاري في صحيحه معنوناً لها " باب المساجد التي على طريق المدينة، والمواضع التي صلى فيها النبي (ص) "؛ 1ونقلها برمتها العلامة عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثيرالقرشي ( ت (ع) (ع)4ه-) بعنوان «ذكر الأماكن التي صلّى فيها رسول الله (ص) و هو ذاهب من المدينة إلى مكة في عمرته وحجته» ؛ 2لتكون شواهد تاريخية على من حلّ بها، أو ما حلّ بها، ذلك أنّ ربط الحدث بمكانه ومكانته، يظل ثابتاً راسخاً في ذاكرة الأجيال الصاعدة، محفزاً لهم على الالتزام بالقيم والمبادئ التي جاء بها صاحب الرسالة (ص) .
السماع، أو الرواية تصحبه المشاهدة، وخصوصاً في المراحل التربوية الأولى تحرك في الشباب نوازع الإيمان، وقيمه الرفيعة.
شواهد هذا من فعل السلف الصالح، ما ذكره محمد بن سعد بن منيع الزهري في الطبقات الكبرى بسنده إلى: «معاذ بن محمد الأنصاري قال: سمعت عطاء الخراساني في مجلس فيه عمران بن أبي أنس، يقول وهو فيما بين القبر والمنبر: أدركت حُجَر أزواج رسول الله (ص) من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ بإدخال حُجر أزواج النبي (ص) في مسجد رسول الله، فما رأيت يوماً أكثر باكياً من ذلك اليوم.
قال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: والله لوددت أنهم تركوها على حالها، ينشأ ناشئ من أهل المدينة، ويقدم القادم من الأفق، فيرى ما اكتفى به رسول الله (ص) في حياته، فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر، يعني الدنيا.