55و التقوى تحفظ الإنسان من الذنوب، وهو الشطر الأول من الطريق الصعب.
والشطر الثاني من هذا الطريق هو ذكر الله الذي يحفظ الإنسان من أن تلهيه الدنيا عن ذكر الله، وهو قوله تعالى: وَاذْكُرْ ربَّك إذَا نَسيِتَ ؛ 1وسوف نتحدث عنه إن شاء الله، فيما يأتي من هذا الحديث.
فإذا التزم التقوى، تحفظ له التقوى شطراً كبيراً من المواهب التي اكتسبها في الحج.
مراقبة التقوى
و التقوى، كما يقول الله تعالى: لباس وَ ِلباسُ التقوىَ ذلكَ خَيرٌ ، و كما يحفظ اللباس صاحبه من الحرّ، والبرد، ومن الأذى، وعيون الناس، ويستر له عوراته و سوءآته، كذلك التقوى تحفظ الإنسان من ثلاثية الابتلاء (الفتن والمغريات - الأهواء والشهوات - الشياطين) .
و تحفظ له عورات نفسه و سوءآته، فإنّ للنفس الإنسانية عورات، كما للجسم، وتستر التقوى عورات النفس، كما يستر اللباس عورات الجسم.
و لكن، كما يحفظ اللباس صاحبه، كذلك يحفظه صاحبه من الوساخة والتمزق؛ و هذا هو الدور المتبادل بين الإنسان واللباس، في الحفظ والصيانة.
كذلك العلاقة بين (الإنسان) و (التقوى) ، فإنّ (التقوى) تحفظ صاحبها من الانحراف، والسقوط، والذنوب، والمعاصي، وهو دور وقائي عظيم لامندوحة للإنسان عنه في سلامة الروح والنفس والعقل.
. . . و في المقابل يجب على الإنسان أن يراقب عامل (التقوى) في نفسه وسلوكه، لئلا يضعف أو يختل. . . ولكي تؤدي التقوى دورها في المحافظة على الإنسان، لابدّ للإنسان أن يراقب التقوى، ويحافظ عليها، ومن دون ذلك لاتسلم له التقوى.
يقول أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، في هذا الدور المتبادل بين الإنسان والتقوى: «ألا فصونوها وتصوّنوا بها» . 2وهي كلمة دقيقة وعميقة. . . فلكي يصون الإنسان نفسه بالتقوى، لابدّ أن يصون التقوى ويراقبها.
أهمّ آليات مراقبة التقوى:
1. المحاسبة، والمراقبة المتصلة.
2. الوعظ والتذكير.
3. ذكر الله، وذكر الموت.
4. مرافقة الصالحين ومجالستهم، وحضور مجالسهم.