31ومن أهم هذه الأمور الحج؛ لأنّ بدايته والدخول فيه يكون بالإحرام والتلبية، وعلى أساس التوحيد وصدق النية، كما أنّ الخروج منه، وإتمام الحج، ووداع الكعبة، يقوم على أساس التوحيد وصدق الإرادة. 1من هنا يقول الإمام الرضا (ع) عند وداع الكعبة: «أللهم إني أنقلب على أن لا إله إلاّ أنت» ؛ 2أي إني يا إلهي أنهي عملي، وأعود مجدداً أن مكة على أساس التوحيد ونفي مختلف أشكال الطواغيت.
وعلى هذا المحور العام يقول الإمام الباقر (ع) في حديثه عن الدخول في الكعبة، وهو المصداق الكامل فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ، 3يقول (ع) : «الدخول فيها دخول في رحمة الله، والخروج منها خروج من الذنوب» . 4ومن آداب وداع الكعبة الدعاء والتضرّع لله سبحانه؛ يقول الإمام الصادق (ع) : «أللهم اقلبني مفلحاً منجحاً مستجاباً لي بأفضل مايرجع به أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرضوان والعافية مما يسعني أن أطلب. .» . 5ومن الآداب الأخرى، أن يضع الحاج أو الزائر يده على الكعبة عند آخر لقاء معها ويقول: «المسكين على بابك، فتصدّق عليه بالجنّة» . 6الحج المقبول
يقول الرسول الأكرم (ص) في بيانه لمعيار الحج المقبول: «من علامة قبول الحج، إذا رجع الرجل عما كان عليه من المعاصي، هذا علامة قبول الحج، وإن رجع من الحج، ثم انهمك فيما كان عليه من زنا، أو خيانة، أو معصية، فقد ردّ عليه حجّه» . 7و «آية قبول الحج ترك ما كان عليه العبد مقيماً من الذنوب» . 8إنّ هذا ما يشير إلى سرّ آخر في الحج، لأنّ أسرار العبادات تظهر في القيامة، وهي اليوم الذي تظهر فيه بواطن الأفراد وأعمالهم. 9وفي ذلك اليوم لايرى الإنسان نتائج عمله فحسب، بل أسباب ردّها أو قبولها أيضاً.
وبناءاً عليه، فمن تمكّن في الدنيا أن يفهم قبول حجّه أو نكوله، فقد بلغ زاويةً من زوايا أسرار الحج، وتلقائياً سوف يدرس أسباب القبول أو الردّ حينئذٍ.