28إلاّ التكريم و التعظيم؛ و تخصيص تكريمه بأيّام حياته تفسير بالرأي مع إطلاق الآية، و إلاّ يلزم تخصيص الإيمان به بأيّام حياته فقط.
و ما ربّما يتوهم من أنّ المراد من التعزير هو النصرة، يردّه أنّه سبحانه ذكره بقوله: ( وَ نَصَرُوهُ ) في الآية الأُولى حيث ذكر النصرة بعد التعزير، فيكون التعزير غير النصرة، كما أردف التعزيز بالتوقير في الآية الثانية، و فسّره به.
فنحن نستنطق كل ضمير حرّ، و حتّى المخالفين - بشرط أن يتجرّدوا عن عقيدتهم المسبقة الموروثة - هل الاحتفال بمولده فيه تكريم للنبي (ص) و تعظيم له، أو إذلال له وإهانة؟ !
لا أظن من له أدنى مسكة أن يتفوّه بالثاني، و هو يعلم بضميره أنّ الاحتفال تعظيم له.
نعم تعظيم النبي (ص) و تكريمه لا يختص بيوم دون يوم، و لا الآية تحدّده بيوم خاص، و إنّما اختير ذلك اليوم من بين أيام السنة، لمناسبة هذا النور في ذلك اليوم الذي حداهم إلى تخصيص ذلك اليوم بالاحتفال.
فمن نسب أصل الاحتفال إلى الشرع فقد صدق، لوجود أصل له في القرآن و السنّة.
3. رفع ذكر النبي (ص)
إنّ إحياء ذكر النبي (ص) أصل من الأُصول التي جاءت في القرآن الكريم.