17المكتوبة، و أنّ للمرء أن يجعل للبيت نصيباً من الصلاة.
أخرج مسلم عن زيد بن ثابت قال: احتجر رسول الله (ص) حجيرة بخصفةأو حصير، فخرج رسول الله (ص) يصلّي فيها، قال: فتتبع إليه رجال و جاءوا يصلّون بصلاته، قال: ثمّ جاءوا ليلة فحضروا و أبطأ رسول الله (ص) عنهم، قال: فلميخرج إليهم، فرفعوا أصواتهم، و حصبوا الباب، فخرج إليهم رسولالله (ص) مغضباً، فقال لهم رسولالله (ص) : «ما زال بكم صنيعكم حتّى ظننت أنّه سيكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإنّ خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة» . 1هذه هي صلاة النبي (ص) و صلاة أصحابه في حياته، وأنّه لم يصلّ معهم إلاّ صلوات معدودة، فأين ما قام به النبي (ص) من صلاة التراويح الّتي تقام في الحرمين الشريفين، و في عامةالمساجد بالنحو المعلوم، حيث يختم القرآن الكريم خلال هذه الليالي في ست مأة ركعة أو أزيد.
قال الجزيري: روى الشيخان أنّه (ص) خرج من جوف الليل، ليالي من رمضان، وهي ثلاث متفرقة: ليلة الثالث، و الخامس، و السابع والعشرين، وصلّى في المسجد، وصلّى الناس بصلاته فيها، و كان يصلّي بهم ثماني ركعات، و يكملون باقيها في بيوتهم، فكان يسمع لهم أزيز، كأزيز النحل.
وقال: و من هذا يتبين أنّ النبي (ص) سنّ لهم التراويح و الجماعة فيها، و لكن لميصلّ بينهم عشرين ركعة، كما جرى عليه من عهد الصحابة، ومن بعدهم إلى الآن. 2كل ذلك يدلّ علىأن ترك الرسول (ص) لايدل على التحريم أو