97له العديد من الروايات، يروي بعضها بنفسه، وبعضها الآخر يشترك معه آخرون، ومنها:
عن عثمان وابن مسعود وأبي: أن رسول الله (ص) كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، فيعلمهم القرآن والعمل جميعاً.
وعن أبي نفسه قال: قال لي رسول الله (ص) : إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن.
قال: قلت: يا رسول الله (ص) ، وسميت لك؟ قال: نعم.
وعنه: كان رسول الله (ص) إذا ذهب ربع الليل قام فقال: أيها الناس! أذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة، تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه.
وعنه: قال لي رسول الله9: ألا أعلمك مما علمني جبريل7؟ قال: قلت: نعم يا رسولالله! قال: قل اللهم اغفر لي خطاياي، وعمدي، وهزلي، وجدي، ولا تحرمني بركة ما أعطيتني، ولا تفتنّي فيما حرمتني.
وعنه، قال: قال رسول الله (ص) : بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا فلم يكن له في الآخرة من نصيب. (45)
زهده وورعه وتقواه
عرف هذا الصحابي العالم الجليل بزهده وورعه وتقواه، فقد ورد عن جُندب بن عبد الله البجلي قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم، فدخلت مسجد رسول الله (ص) فإذا الناس فيه حَلَقٌ يتحدّثون، فجعلت أمضي الحَلَقَ حتى أتيتُ حلقةً فيها رجل شاحبٌ عليه ثوبان كأنّما قدم من سفر.
فسمعته يقول: «هلك أصحاب العُقدة ورب الكعبة، ولا آسى عليهم» . . . أحسبه قال: مراراً. . . فجلست إليه فتحدّث بما قُضيَ له ثم قام، فسألت عنه بعدما قام قلت: من هذا؟ .
قالوا: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب. .
فتبعته حتى أتى منزله، فإذا هو رثُّ المنزل رثُّ الهيئة، فإذا هو رجل زاهد منقطعٌ يشبه أمره بعضه بعضاً. . . هذا في زهده.
قال أبي بن كعب: يا رسول الله (ص) إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك في صلاتي؟
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خيرٌ. . . قال: الرُّبع؟ . . . . . قال: ما شئت، وإن زدت فهو خيرٌ. . قال: أجعلُ النصف؟ .
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خيرٌ. . .
قال: الثلثين؟
قال: ما شئت، وإن زدت فهو خيرٌ.
قال: اجعل لك صلاتي كلّها؟
قال: إذاً تُكفى همَّك ويُغفَر ذنبُك.
وبعد انتقال الرسول (ص) إلى الرفيق الأعلى، ظل أبيّ على عهده في عبادته وقوة دينه، وكان دوماً يذكر المسلمين بأيام الرسول (ص) ويقول: لقد كنا مع الرسول (ص) ووجوهنا واحدة، فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يميناً وشمالاً. وعن الدنيا يتحدث ويقول: إن طعام ابن آدم، قد ضرب للدنيا مثلاً، فإن ملحه وقزحه فانظر إلى ماذا يصير؟