96لم يزل بيتهم محط قدم جبرائيل ومنزل رسول الله (ص) إلى اليوم، وقد زال ذلك عنهم اليوم، وخرج حكمهم من أيديهم، ثم بكى أبيّ وبكى الحاضرون.
وفي الدرجات الرفيعة للسيد علي خان الشيرازي: . . وروي عن أبي، وذكر مثله، وفي زيارته لأهل البيت في ذلك الوقت، واجتماعه معهم، وعدم اجتماعه مع الناس، وتوجعه لهم، أكبر دليل على إخلاصه في حبهم. وذكره في كتابه الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، وقال: من فضلاء الصحابة، شهد العقبة. . . إلى آخر عبارة الشيخ الطوسي في رجاله. ثم قال: كان يسمى سيد القراء.
والسيد المرتضى عده من الشيعة، وكذا المحقق السيد محسن الأعرجي في العدة.
وفي احتجاج الطبرسي عن أبان بن تغلب أنه قال لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) : جعلت فداك، هل كان أحد في أصحاب رسول الله (ص) أنكر على الخليفة الأول فعله وجاوسه مجلس رسولالله (ص) ؟
قال: نعم، كان الذي أنكر عليه اثنا عشر رجلاً من المهاجرين. . . ومن الأنصار. . . وأبي بن كعب. . فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم، فقال بعضهم: والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله (ص) . وقال آخرون منهم: والله لئن فعلتم ذلك فقد أعنتم على أنفسكم، قال الله عز وجل: وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ
فذهبوا إلى أمير المؤمنين (ع) واستشاروه، فقال لهم في كلام طويل: وأيم الله، لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حرباً، ولكنكم كالملح في الزاد، وكالكحل في العين، إلى أن قال: فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل، فعرفوه ما سمعتم من قول نبيكم؛ ليكون ذلك أوكد للحجة، وأبلغ للعذر، فساروا حتى أحدقوا بالمنبر يوم الجمعة،
فلما صعد المنبر، قال المهاجرون للأنصار: تقدموا وتكلموا، فقال الأنصار: بل تقدموا وتكلموا أنتم، فإن الله قدمكم في الكتاب، فأول من تكلم خالد بن سعيد بن العاص، ثم باقي المهاجرين من الأنصار. وروي أنهم كانوا غيّباً عن وفاة رسول الله (ص) . . . ثم قام أبي بن كعب فقال: يا فلان! لا تجحد حقاً جعله الله لغيرك، ولا تكن أول من عصى رسول الله (ص) في وصيه، وصدف عن أمره، وأردد الحق إلى أهله تسلم، ولا تتماد في غيك فتندم، وبادر الإنابة يخف وزرك، ولا تخص نفسك بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك، فتلقى وبال عملك، فعن قليل تفارق ما أنت فيه، وتصير إلى ربك، فيسألك عما جنيت، وما ربك بظلام للعبيد.
وروى له في الاحتجاج أيضاً خطبة طويلة يحتج بها على القوم، ويذكر فضائل أمير المؤمنين (ع) وأنه أحق بالخلافة. . . (44)
من روى عنه
بعد أن رَوى أبى بن كعب أحاديث عن رسول الله (ص) ، راح يروي عنه الجماعة من الصحابة والتابعين؛ ومن الذين رووا عنه:
أبو أيوب الأنصاري، وابن عباس، وجندب بن عبد الله البجلي، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرحمن بن أبزى، وسعيد بن المسيب، وعمر بن الخطاب، ومسروق بن الأجدع، وزر بن حبيش الأسدي، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وسهل بن سعد، وعبادة بن الصامت، و أبو موسى، وسليمان بن صرد الخزاعي، وعطاء بن يسار، والمغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وأبو الأسود الدؤلي، وأبو هريرة، وسهل بن سعد، كما روى عنه أولاده: الطفيل بن أُبي بن كعب، ومحمد، وعبد الله. .
من مروياته: