106ونظيرُ ذلكَ الشهر والصيف والشتاء فإنها يُجاب بها عن كم، [وكم] إنما يجابُ عنها بالعدد، وألفاظُ هذه الأشياءِ ليسَتْ عدداً وإنما هي أسماءُ المعدودات فكانت جواباً من هذا الوجهِ".
يقول صاحب الدر المصون عن هذا: وفي هذا السؤالِ والجوابِ تطويلٌ من غيرِ فائدةٍ، وقولُه: " مفرد معدودات معدودة بالتأنيث " ممنوعٌ، بل مفردُهَا " معدود " بالتذكير، ولاَ يضُرُّ جمعُه بالألفِ والتاء، إذ الجمع بالألفِ والتاءِ لاَيسْتْدعي تأنيثَ المفرد، ألا ترى إلى قولِهم: حَمَّامات وسِجِلاَّت وسُرادِقات.
وذكر الشيخ الطوسي: وسميت معدودات لأنها قلائل، كما قال: وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ (8) أي قليلة. والجمع بالألف والتاء يصلح للقليل والكثير، والقليل أغلب عليه. وقال الزجاج: الألف والتاء يصلح للكثير قال الله تعالى: وَ هُمْ فِى الْغُرُفاتِ آمِنُونَ (9) وقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِى جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ (10) وإنما احتمل هذا الجمع القليل والكثير، لأن جمع السلامة على طريقة واحدة لا يتميز فيه قليل من كثير، وكان القليل أغلب عليه، لشبهه بالتثنية.
( معلومات ( معدودات
وردت معدودات في الآيات التالية:
الآية: 184 وهي آية الصيام، 203 وهي محل مقالتنا، وكلاهما من سورة البقرة. ولم يرد موضوع الحج ضمن عنوان «معدودات» إلا في هذه الآية.
والآية 24 من سورة آل عمران.
فيما وردت معلومات في الآيات التالية:
الآية: 197 الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ من سورة البقرة.
الآية: 28 . . وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِى أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ. . من سورة الحج. فمعلومات لم ترد إلا في آيتين تخصان فريضة الحج.
مع روايات الفريقين:
وقبل أن نتعرض إلى أقوال المفسرين في مقاطع هذه الآية، نذكر الروايات من الفريقين حول الآية ومرادها:
1 - روايات أهل البيت :
في الكافي عن الصادق (ع) في قوله تعالى: وَ اذْكُرُوا اللهَ فِى أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ ، قال: «وهي أيام التشريق، وكانوا إذا أقاموا بمنى بعد النحر تفاخروا فقال الرجل منهم: كان أبي يفعل كذا وكذا، فقال الله جلَّ شأنه: فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرا ، قال: والتكبير: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام.»
وفيه عنه (ع) قال: «والتكبير في أيام التشريق من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة الفجر من اليوم الثالث، وفي الأمصار يكبر عقيب عشر صلوات» . وفي الفقيه في قوله تعالى: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ، سئل الصادق (ع) في هذه الآية فقال: «ليس هو على أن ذلك واسع إن شاء صنع ذا، لكنه يرجع مغفوراً له لا ذنب له» .
وروي عن أبي عبدالله (ع) في قوله تعالى: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ أي من مات في هذين اليومين، فقد كفر عنه كل ذنب. ومن تأخر أي أنسئ أجله، فلا إثم عليه بعدها إذا اتقى الكبائر» .