65ليس هذا من قبيل الترخيص، بل هذا هو الأصل، وكما يعبر عنه الفقهاء (عزيمة) لا (رخصة) فإن الحكم لم يتغير ، ذلك أن التوسعة التي يجري تنفيذها على أرض المسعى ، وبمساحة تقدر بنفس المساحة القديمة ، وقدرها كما عرفت عشرون متراً لا تعد خروجاً عن حدود المسعى المقررة شرعاً لهذه الشعيرة بل لازالت داخل حدود جبلي الصفا والمروة .
بدء السعي في التوسعة الجديدة للمسعى
تم بحمد الله وعونه افتتاح توسعة المسعى في التوسعة الجديدة من الناحية الشرقية في موسم حج عام 1428ه- ، وقد وفقني الله لأداء شعيرة الحج فشاهدت التوسعة الجديدة للمسعى وقد هيئت للساعين من الحجاج والمعتمرين، وقد جزئت التوسعة إلى مسارين للذاهب من الصفا إلى المروة ، ومسار آخر من المروة إلى الصفا ، وقد فصل بين المسارين بصف من الحواجز البلاستيكية ذات اللون الأحمر ، وظل المسعى القديم كحاله ممتلئاً بالساعين .
لوحظ في نهاية توسعة المسعى بالمروة عمل ارتفاع مصطنع من الاسمنت مسامت لارتفاع جبل المروة في المسعى القديم لإعطاء الساعي انطباعاً بجبل المروة في تلك الناحية.
شيد المسعى في امتدادها الجديد بطراز من الديكور مختلف عنه في القديم، ولكنه ليس بعيداً عنه .
جاءت التوسعة مطابقة في بدايتها ونهايتها للمسعى القديم على الرغم من أن في الشريعة متسعاً ؛ ذلك أنه يمكن أن يمتد جدار بداية الصفا ، ونهاية جدار المروة إلى الوراء بأكثر من الحدود القديمة مادام أن الساعي وصل بداية كل من الصفا والمروة فتأخره وقوفاً في المروة يوسع للساعين ليتموا سعيهم في راحة واطمئنان من دون مضايقة لهم ما دام أنه استوفى المسافة الكاملة للسعي بين الجبلين .
وقد تابعت الصحافة المحلية العمل الجاري في المسعى الجديد والقديم فنشرت جريدة عكاظ في الصفحة الحادية عشرة، الثلاثاء 17ربيع الأول عام 1429ه- الموافق 25مارس عام 2008م مقالاً بعنوان: (المسعى الجديد نقطة تحول في تاريخ الحرم المكي) جاء فيه:
«بعد أيام قليلة يدخل الحرم المكي الشريف مرحلة تاريخية جديدة بإنجاز واحد من المشاريعه التوسعية المتمثلة بإنشاء المسعى الجديد الذي سيغير كثيراً من ملامح الحرم وخصوصاً ما يتعلق منها بجبل الصفا الشهير الذي أبرزت عمليات البناء ملامحه بعد أن ظلت متوارية لعقود طويلة.
الشركة المنفذة للمشروع وضعت اللمسات الأخيرة عليه بعد تركيب ممرات للعربات وفتح الأبواب من جهة المروة تسهيلاً لخروج المعتمرين، وهي آخر مراحل المشروع الذي بلغت تكلفته نحو ثلاثة مليارات ريال.
ويستخدم الزوار والمعتمرون الآن المسعى الجديد لأداء شعائرهم ريثما يتم الانتهاء من إنجاز المسعى القديم، ومن ثم يتم استخدام الاثنين معاً.
كما شارفت عمليات إزالة المسعى القديم على الانتهاء حيث لم يتبقّ سوى جزء يسير في منتصفه .
يذكر أنه يواصل أكثر من ألفي عامل ومهندس العمل بالليل والنهار من خلال فترتين ، وتشير مصادر عكاظ أنه سيتم الانتهاء من الدور الأول قبل بداية شهر رمضان القادم لتمكين المعتمرين من السعي فيه إضافة إلى المسعى الجديد المستخدم حالياً .
وتتيح التوسعة لنحو 4 ملايين معتمر وزائر لبيت الله الحرام فرصة السعي على مدار اليوم ، ويتوقع أن ترتفع الطاقة الاستيعابية حال إنجاز كافة مراحل المشروع لتصبح قادرة على استيعاب 118ألف شخص لكل ساعة للسعى ،و115ألفاً و600مصل وهو الأمر الذي أسهمت فيه زيادة الرقعة المساحية للمسعى ، فمساحة المسعى قبل التوسعة كانت تقدر 29ألفاً و400متراً مربعاً ، أما بعد التوسعة فسترتفع لتبلغ 78ألف متراً مربعاً شاملة كل الطوابق الأرضي والأول والثاني» .
والله أعلم بالصواب، وهو الموفق، ونعم الوكيل، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.