59ثم انتهى بعد ذكر النصوص على أن المروة جبل إلى القول :
« وكل هذا يدل صراحة على أن المروة جبل قائم بذاته وصفاته ، ممتد الجوانب ، واسع الوجهة المقابلة من الشمال لجبل الصفا ، وامتداده إلى منعطفه نحو الوادي المواجه من الشمال الشرقي لبطن المسعى ...»
يؤيد ما أقول من اتساع جبل المروة في تكوينه الطبيعي الكبير الممتد شرقاً وغرباً عما هو عليه الآن إذ قد أزيلت معالمه الشرقية ، وقطعت متونه وأكتافه ، وامتداداته العضوية التي خلق عليها في التوسعة للحجاج والمعتمرين والقاطنين عام 1375ه- .
وقد كان معروفاً قبل نسف ارتفاعات هذا الجبل وإزالتها أن جميع المباني والبيوت التي كانت قائمة في هذه المنطقة كانت مبنية على الجبل ، وأن ارتفاعاته التي كانت تحت تلك البيوت قد أزالتها معاول النسف والتفجير تسهيلاً لسير الناس من حجاج وعمار ومواطنين عليها دون إعاقة ولا عنت.
وكانت تلك البيوت السكنية التي لا يزال بعض سكانها أحياء يرزقون والحمد لله أعرف كثيراً منهم تفترش بيوتهم واجهة جبل المروة الممتدة شرقاً إلى الطريق النازل اليوم من المدّعى إلى ساحة المسعى،كما تفترش سفحه ومنحدراته وارتفاعاته الواقعة على واجهته الجنوبية المطلة على المسعى ، وعلى الوادي الفاصل بين جبل الصفا وجبل المروة الذي انتطحته البيوت السكنية هو الآخر قبل التوسعة السعودية فأذهبت معالمه ، وقطعت ظاهر ما كان بين الصفا وجبل المروة من اتصال متسع ينجو به الساعون من مخاطر ومحاذير الازدحام؛ إذ كانت الجهة الشرقية للمسعى فضاء غير محدود ببناء قبل أن يزحف عليها الناس ، ويضيقوا سعته بما أقاموا عليها من دور ومنازل قبل أن تفك التوسعة السعودية ضائقته ، وتطلق أسره من المعتدين عليه .
ومن ثم عاد مهندسو التوسعة السعودية فضيقوا على المسعى ما انفسح به عرضه ، ولو تركوه دون أن يقيموا عليه جدراً من الشرق لما ضاق المسعى اليوم بأحد من الساعين، ولما احتاج الأمر منا إلى بيان ، ولا إلى رجاء توسيع عرضه .
وأعود فأقول: إن الواجهة الجنوبية الشرقية لجبل المروة المواجهة لجبل الصفا من الشمال كانت مغطاة بالبيوت السكنية منقادة متراصة بعضها بجانب بعض على طول متن الجبل من ملاصقة جدر المروة الشرقي إلى الطريق الصاعد من شرقي الطرف الشمالي للمسعى إلى المدعى.
وقد كانت بيوت السادة المراغنة التي كان يستأجرها صالح بن محمد سابق على جبل المروة ملاصقة جدرانها جدر المروة الشرقي ، وعرض بيتهم الملاصق لجدر المروة من الشرق ممتداً نحو الشرق حوالي خمسة عشر متراً .
ويتصل به ملاصقة من الشرق حوش المحناطة الذي كان بائعو الحبوب بالمدعى ينخلون فيه حبوبهم قبل بيعها،وامتداده من دار المراغنة على جبل المروة أيضاً إلى جهة الشرق باتجاه طريق المدعى حوالي خمسة وعشرين متراً.
فهذا بعض عرض واجهة مرتفعات جبل المروة من ناحية الشرق من ملاصقة المروة التي يسعى منها الناس على خط مستقيم نحو الشرق إلى شارع المدعى على متن جبل المروة كان مرتفعاً جبلياً عن مستوى المسعى ارتفاعاً ظاهراً يعرفه العام والخاص قبل تكسيره وتسويته بالأرض ، ويلاصق بيت المراغنة الآنف الذكر من الجنوب على امتداد طول المسعى على واجهة المسعى الشرقية على يسار النازل من المروة منحدراً إلى المسعى متجهاً إلى الصفا وقف المراغنة يفتح بابه على داخل المسعى .»
ثم تعرض في بحثه القيم إلى ذكر أسماء سكان الجهة الشرقية للمسعى وترتيب منازلهم بدقة كاملة ، ثم انتهى إلى النتيجة التالية فيما يتعلق بجبل المروة قائلاً:
«والحاصل الذي لا مين ولا مراء فيه، أن المرتفعات الجبلية الصخرية لواجهة جبل المروة الشرقية الجنوبية تمتد شرق موقع المروة الحالي الذي يقف عليه الساعون اليوم زيادة عما هو عليه الحال الآن بما لا يقل عن أربعين متراً من ناحية الشرق حتى تلاقي الطريق النازل من المدعى إلى ساحة المروة الشرقية ...» 1
تقرير هيئة المساحة الجيولوجية
أيد العلم الحديث الحقائق السابقة فقد قامت هيئة المساحة الجيولوجية، وكشفت عنها في تقريرها العلمي المقدم لمعهد خادم الحرمين لأبحاث الحج عندما قامت باختبار العينات في جبلي الصفا والمروة في منطقة السعي الحالية، والمنطقة المستهدفة للتوسعة، واستخدمت آلياتها الثقيلة من حفارات نزلت إلى أعماق الصخور في الأرض لاختبار عينات من جبلي الصفا والمروة في مكانهما الحالي ، والامتداد الشرقي المطلوب التوسعة فيه فتوصلت إلى النتيجة التالية في (تقرير دراسة الامتداد الشرقي لجبلي الصفا والمروة ) مقدم لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج جاء فيه مايلي:
التوصيات : الدراسة الجيولوجية:
قدمت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية خريطة جيولوجية لمنطقة المسعى تم إعدادها قبل عشرين عاماً موضحاً عليها الامتدادات السطحية لجبلي الصفا والمروة قبل مشروع التوسعة السعودية الأولى مرفق نسخة الخريطة حيث أثبتت :