30
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ لِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقّاً وَ لَكُمْ عَلَيْهِنَّ حَقّاً حَقُّكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ وَ لا يُدْخِلْنَ أَحَداً تَكْرَهُونَهُ بُيُوتَكُمْ إِلاّ بِإِذْنِكُمْ وَ أَنْ لا يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ فَإِنْ فَعَلْنَ فَإِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تَعْضُلُوهُنَّ وَ تَهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَ تَضْرِبُوهُنَّ ضَرْباً غَيْرَ مُبْرِحٍ فَإِذَا انْتَهَيْنَ وَ أَطَعْنَكُمْ فَعَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَ كِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ اللهِ وَ اسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكِتَابِ اللهِ فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ وَ اسْتَوْصُوا بِهِنَّ خَيْراً
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وَ لا يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ مَالُ أَخِيهِ إِلاّ مِنْ طِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ اللّهُمَّ اشْهَدْ فَلا تَرْجِعُنَّ بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ فَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا؛ كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي أَلا هَلْ بَلَّغْتُ اللّهُمَّ اشْهَدْ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَ إِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ كُلُّكُمْ لآدَمَ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ وَ لَيْسَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ فَضْلٌ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ قَدْ قَسَمَ لِكُلِّ وَارِثٍ نَصِيبَهُ مِنَ الْمِيرَاثِ وَ لا يَجُوزُ لِمُورِثٍ وَصِيَّةُ أَكْثَرَ مِنَ الثُّلُثِ وَ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَ لِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَ مَنْ تَوَلَّى غَيْرَ مَوَالِيهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ وَ لا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَرْفاً وَ لا عَدْلاً وَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللهِ.
هذا هو متن الخطبة النبوية القدسية كما ورد في كتاب «تحف العقول» 1 . و الذي يجب علينا هنا هو الإشارة إلى النقاط المهمة التي وردت فيها، و هي:
1.حمد الله و ثناؤه و الاستغفار و الاستعاذة و ذكر الشهادتين.
2 . إيصاء عباد الله تعالى بتقواه و العمل بأوامره و التجنّب عن معاصيه.
3 . حثّ المسلمين على الاستماع لكلامه و فهمه.
4 . حرمة دماء المسلمين و أعراضهم و أموالهم، و أداء الأمانة.
5 . تحريم الربا و إلغاء دماء(ثارات) الجاهلية، و إبطال مآثر الجاهلية الرثة.
6 . تثبيت بعض الأحكام و الحدود و الديات في الشريعة الإسلامية و إبلاغ الناس بها.
7 . إبطال النسيء، و التذكير بحقوق النساء، و النهي عن الظلم في الوصية.
8 . تثبيت مبدأ الأُخوة الإسلامية.
9 . إيجاب التمسّك بالثقلين.
10 . رفض التمييز العنصري و إقرار مبدأ التفاضل بين المسلمين على أساس التقوى.
و بالإضافة إلى هذه الخطبة فقد ورد أنّ رسول الله(ص) قد ألقى كلمة قصيرة حين غروب الشمس و هو بعرفات، و قد أجمعت كافة المصادر التي روتها على أنّه(ص) دعا عشيّة عرفة لأُمته بالمغفرة و الرحمة فأكثر الدعاء، فأوحى الله تعالى إليه 2 أنّي قد فعلت، إلاّ ظُلم بعضهم بعضاً. 3
كما وردت في بعض الكتب خطبة ألقاها رسول الله(ص) بعرفة في كرامة الحاجّ عند الله تعالى، و نحن نوردها تتميماً للفائدة . و يظهر من صدر هذه الخطبة أنّه ألقاها عشيّة عرفة بعد ما وقف بالموقف، و الحال أنّ خطبته الشهيرة ألقاها بعد الزوال ببطن عرنة، و هي مكان آخر بجنب عرفة.
ورد في دعائم الإسلام: عن عليّ(ع)
أنّ رسول الله(ص) لمّا حجّ حجّة الوداع وقف بعرفة و أقبل على الناس بوجهه و قال: «مرحباً بوفد الله ثلاث مرّات الذين إن سألو أُعطوا، و تخلف نفقاتهم، و يجعل لهم في الآخرة بكلّ درهم ألف من الحسنات» ثمّ قال -:«أيّها الناس ألا أُبشّركم؟» قالوا: بلى يا رسول الله! قال:« إنّه إذا كانت هذه العشيّة باهى الله بأهل هذا الموقف الملائكة فيقول: يا ملائكتي! أُنظروا إلى عبادي و إمائي أتوني من أطراف الأرض شعثاً غبراً هل تعلمون ما يسألون؟ فيقولون: ربّنا يسألونك المغفرة، فيقول: أُشهدكم أنّي قد غفرت لهم، فانصرفوا من موقفهم مغفوراً لهم ماسلف» 4.
وفي المستدرك عن القطب الراوندي في لبّ اللباب، عن النبي(ص) قال:
«إذا كانت عشيّة عرفة يقول الله لملائكته: أُنظروا إلى عبادي و إمائي شعثاً غبراً جاءُوني من كلّ فجٍّ عميق لم يروا رحمتي و لا عذابي يعني الجنّة و النار- أُشهدكم ملائكتي إنّي قد غفرت لهم الحاجّ و غير الحاجّ.
فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاء من النار من يوم عرفة وليلتها» 5.
ثم إن ّرسول الله(ص) قد أكثر من الدعاء و التضرّع إلى الله تعالى في عرفات، و لم يكتف بدعائه، بل راح يحثّ المسلمين و يحضّهم على الدعاء و الذكر و الإنابة إلى الله تعالى.