121روي أن علياً(ع) قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أنشِدُ الله من شهد يوم غدير خُمٍّ إلاَّ قام . . فقام سبعة عشر رجلاً، وكان أبو سعيد الخدري واحداً منهم .
وقد ذكره الشيخ المفيد في كتاب الجمل في عداد من بايع أمير المؤمنين علياً(ع) قائلاً في مقدمة ذلك : ونحن نذكر الآن من جملة مبايعي أمير المؤمنين(ع) الراضين بإمامته الباذلين أنفسهم في طاعته .. . إلى أن قال : فممن بايع أمير المؤمنين(ع) بغير ارتياب ودان بإمامته على الإجماع والاتفاق ، واعتقد فرض طاعته والتحريم لخلافه ومعصيته، الحاضرون معه في حرب البصرة وهو ألف وخمسمائة رجل من وجوه المهاجرين الأولين السابقين إلى الإسلام والأنصار البدريين العقبيين وأهل بيعة الرضوان، من جملتهم سبعمائة من المهاجرين وثمانمائة من الأنصار سوى أبنائهم وحلفائهم ومواليهم وغيرهم من بطون العرب والتابعين بإحسان .. .
وعد من الأنصار «أبو سعيد الخدري» واحتل في قائمة الشيخ المفيد الرقم الرابع. . 1
فأين هذا الكلام مما أورده السيد الأمين دون رد في كتابه في رحاب أئمة أهل البيت الجزء الثاني الصفحة 4 تحت عنوان ( المتخلفون عن بيعته ) وبعد أن ذكر ما قالته بعض المصادر عن القاعدين عن بيعته(ع) قال : ونحن نذكر أسماء المتخلفين مأخوذة من مجموع ما ذكره هؤلاء وهم : .. . أبو سعيد الخدري ...
ولم أجد في مروج الذهب ولا في أسد الغابة هذا ، إلا أن الطبري ذكر ذلك بسنده عن عبد الله بن الحسن قال : لما قتل عثمان بايعت الأنصار علياً إلا نفيراً يسيراً منهم حسان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، ومسلمة بن مخلد، وأبو سعيد الخدري و.. . كانوا عثمانية 2.
وهو خبر واحد مضادّ بغيره ومخالف لسيرة الرجل ومواقفه ورواياته وشهادته للإمام بحديث الغدير ..
إلا أني لم أجد في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري المتوفى سنة 212 هجرية اسمه فيمن شارك إلى جانب الإمام علي(ع) في معركة صفين ، ولم أجد لغيابه عن هذه المعركة تفسيراً ..
وقد شارك في معركة النهروان، وله فيها حديث رواه عن رسول الله(ص) حيث قال : سمعت رسول الله(ص) يقول :
«إنَّ قَوماً يخرُجُون ، يَمرُقون مِن الدِّينِ مروق السَّهم مِن الرمية ..»
وفي الخرائج والجرائح 3 روي عن أبي سعيد الخدري .. . أنَّ النبي(ص) قسَّم يوماً قسماً، فقال رجل من تميم: اعدلْ، فقال: ويحك ومن يعدل إذا لم إعدل؟!
قيل: نضرب عنقه؟
قال: لا، إنَّ له أصحاباً يحقِّر أحدكم صلاته وصيامه مع صلاتهم وصيامهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، رئيسهم رجل أدعج إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة.
قال أبو سعيد: إني كنت مع علي حين قتلهم فالتمس في القتلى [بالنهروان] فأتى به على النعت الذي نعته رسول الله(ص) .
وقد امتاز العديد من رواياته الكثيرة بنقل مآثر و مناقب رسول الله(ص) و آل البيت: ونحن نكتفي بشيء منها.
وبداية نذكر روايته هذه التي توضح رأيه ووصفه الذي لم يحد عنه، وهو يجيب حين سئل عن علي(ع) :
عن مالك المازني، قال: أتى تسعة نفر إلى أبي سعيد الخدري، فقالوا:
يا أبا سعيد! هذا الرجل الذي يكثر الناس فيه ما تقول فيه؟
فقال: عمَّن تسألوني؟
قالوا: نسأل عن عليّ بن أبي طالب(ع)
قال: أما إنكم تسألوني عن رجل أمرّ من الدفلى، وأحلى من العسل، وأخف من الريشة، وأثقل من الجبال، أما والله ما حلا إلا على ألسنة المؤمنين، وما خفَّ إلا على قلوب المتقين، ولا أحبه أحد قط لله ولرسوله إلا حشره الله من الآمنين، وإنه لمن حزب الله، وحزب الله هم الغالبون.
والله ما أمرَّ إلا على لسان كافر، ولا أثقل إلا على قلب منافق، وما زوى عنه أحد قط ولا لوى ولا تحزب ولا عبس ولا بسر ولا عسر ولا مضر ولا التفت ولا نظر ولا تبسم ولا تجرَّى ولا ضحك إلى صاحبه ولا قال أعجب لهذا الأمر، إلا حشره الله منافقاً مع المنافقين.
وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ . 4