56أهل السنّة، ولا يجدون حرجاً في الدراسة في حوزة شيعية، كما لا تجد هذه الحوزة حرجاً أن تحتضن طلبة من المدارس والاتجاهات الفقهية الأخرى، وتجري دراسة فقه المذاهب الإسلامية الأربعة في هذه الحوزة كما تجري دراسة الفقه الإمامي.
ولهذا الترافد الثقافي والعلمي أثر بالغ في التكامل العلمي والثقافي في المراكز العلمية الإسلامية.
فإن الجهود العلمية والثقافية المختلفة عندما تلتقي مع بعض على صعيد موضوعي علمي، غير متشنّج، يكون هذا اللقاء سبباً للإثراء والتكامل العلمي والثقافي لكل من هذه الروافد العلمية والثقافية. ويؤدي هذا الترافد إلى التقارب والتعارف بين المذاهب المختلفة، كما أن التقارب والتعارف بين هذه المذاهب يؤدي بالضرورة إلى الترافد العلمي والثقافي.
إن ظاهرة الترافد تؤدي إلى مكافحة وإبطال الفتن الطائفية.. والعكس أيضاً صحيح، فإن الفتن الطائفية تقلل من فرص الترافد الثقافي، وتحوّل الثقافة والعلم إلى دوائر مغلقة غير مترابطة، وهذه الحالة من أسباب ضمور العلم والمعرفة دائماً.
وعلى كل حال، ظاهرة الترافد الثقافي ظاهرة مباركة في حياة هذه الأمة يجب أن نستعيدها ونجدّدها ونشجعها وندعمها، وهي من أفضل وسائل علاج الفتنة.
وفيما يلي سوف نتحدث إن شاء الله عن أبرز النقاط التي تساهم في علاج الفتنة الطائفية وإخمادها. وهذه النقاط الثلاث هي:
1 - الوعي والخطاب.
2 - اللقاء والحوار.
3 - العمل المشترك.
وإليك تفصيل هذه النقاط: