54العثمانية إلى اليوم.
والانتصار والهزيمة في هذا الصراع - في كل أبعاده - قضية مصيرية في حضارتنا وتاريخنا. ولا نشك أننا نكسب هذا الصراع إذا واجهنا خصمنا أمة واحد، وصفاً واحداً، وموقفاً واحداً، وذلك أن يد الله تعالى مع الجماعة وعلى الجماعة، وإذا كانت يد الله معنا فلا يتخطانا النصر بإذن الله.
ولا نشك أنّا إذا واجهنا خصومنا مقتسمين على أنفسنا، متقاطعين في مواقفنا وإرادتنا، متخالفين في توجهاتنا، فلا نكسب هذا المعترك الحضاري الصعب.
3- الترافد الثقافي
الترافد الثقافي من نتائج التقريب بين المذاهب الإسلامية ومن عوامله في نفس الوقت...
وقد كان علماء المسلمين وطلبة العلم يتوافدون على مدارس فقهية من مذاهب واتجاهات مختلفة، وكانوا يتبادلون الإجازات في رواية الحديث. فكان طلبة العلم من العراق - ومعظمهم من الشيعة - يفدون إلى الحجاز ومصر والشام ومعظمهم من أهل السُنة، وكان يفد إلى العراق، على مدرسة الحلة، وهي حوزة شيعية عريقة طلبة من الحجاز ومصر والشام والمغرب العربي للدراسة، كما كان لعلماء المسلمين زيارات للأقاليم الإسلامية وكان طلبة العلوم الدينية يلتمسون منهم أن يلقوا عليهم دروساً في الفقه والأصولَين: (أصول الفقه وأصول العقائد).
واليوم تحتضن الحوزة العلمية في قم، وهي حوزة علمية عريقة تابعة لمدرسة أهل البيت طلبة العلوم الدينية من أكثر من مائة قطر في العالم من القارات الخمس، وجملة من هؤلاء الطلبة الوافدين إلى هذه الجامعة من