47الوظائف الإسلامية الملقاة على عاتقنا، والمقصود منها الأشياء التي تحكي عن واقع الإسلام واستمراره عبر العصور. فالدين الإسلامي دينٌ عالمي، وسيظل إلى يوم القيامة أكمل الأديان السماوية، حيث من الممكن أن تفصلنا عن القيامة آلاف السنين، فنحن ملزمون بحفظ ما يدلّ على أصالة الإسلام من غدر الزمان وتخريبه، لنحفظه سالماً إلى الأجيال اللاحقة.
إن وجود المسيح وديانته أمرٌ قطعي اليوم عند المسلمين وفي نظرهم، إلا أن ذلك بدأت تغلب عليه الحالة الأسطورية في رؤية الشباب الغربي، إذ لا يوجد أثر ملموس للمسيح(ع) بين أيديهم، فكتابه طالته التحريفات، ولم يبق لديهم شيء عنه ولا من أثر لأمه ولا لحواريّيه، لهذا يقلص مرور الزمان من قطعية هذا الدين ويذره في هالة من الإبهام والترديد. وهكذا فإن وجود الآثار والمآثر الإسلامية التي منها مرقد النبي(ص) حاكية عن واقعية وجوده وأصالة مدرسته، كما أن تدمير الآثار يعرّض أصالة الإسلام واعتباره وقادته وأئمته لخطر الضياع أيضاً.
من هنا، ولكي يحول المسلمون دون هذا الخطر الكبير، لابد لهم من حفظ كل الآثار المتصلة بالرسالة، والتذكير بها دوماً، كما يجب عليهم زيارة مراقد هؤلاء المعصومين حفاظاً عليها من الفناء التدريجي، وفي هذه الحال لا يمكن التغاضي عن هذه المزية الكبيرة، وإقفال باب اللقاء الروحي والمعنوي مع هؤلاء العظماء أمام المسلمين.
نعم، الحديث عن موضوع هدم الآثار كبير وطويل، لكننا نكتفي بهذا المختصر ونحيل التفصيل إلى فرصةٍ أخرى.