68
اسمه ونسبه:
الشيخ لطف الله بن عبدالكريم بن إبراهيم بن علي بن عبدالعالي العاملي الميسي ثمّ الإصفهاني. وكان مولده بميس من قرى جبل عامل، وقد توجّه في أوائل عمره منها إلى زيارة مشهد الرضا(ع) وأقام به مدّة، وكان يشتغل فيه بتحصيل العلوم وأخذ الفقه فيه من خدمة المولى عبدالله التستري وغيره من علماء تلك البلاد، وانتظم في سلك مدرسي تلك الحضرة، وقد فوض إليه خدمة تلك الروضة أيضاً في زمن سلطنة السلطان شاه عباس الصفوي، وعيّن له الوظيفة من أوقاف الروضة، وقد تخلص من مخمصة مجيء الأوزبكية إلى تلك الروضة المقدّسة... وكان يدرس بقزوين برهة من الزمان، ثمّ انتقل منها بأمر ذلك السلطان إلى إصفهان وأقام بجوار المسجد الذي يُنسب إليه في ميدان نقش جهان، وقد بناها ذلك السلطان، وكان يؤم الناس فيه ويشتغل بالتدريس في الفقه والحديث والعبادة في لباس الفقر وخدمة الصلحاء، ثم عين له وظائف من أوقافه 1. فهو من أسرة علمية برز منها كوكبة من العلماء الأعلام والعظماء الكرام نذكر منهم:
والده: الشيخ عبدالكريم بن الشيخ إبراهيم، من علماء المائة العاشرة، تخرج على والده العلاّمة وكتب له إجازة قال فيها: طلب الفاضل الكامل، التقي، عبدالكريم 2.
جدّه الأوّل: الشيخ إبراهيم بن علي، فقيه عالم جليل من علماء دولة السلطانشاه طهماسب الصفوي، يروي عنه الشهيد التستري والمولى أحمد الأردبيلي وغيرهما، وهو مجاز من الشيخ علي الكركي مع والده فقال فيها: إجازة عامّة لنجله الأسعد الفاضل الأوحد... إبراهيم أبقاه الله في ظلّ والده الجليل دهراً طويلاً. وهو من مشاهير علماء جبل عامل 3.
جدّه الثاني الشيخ علي بن عبدالعالي: قال عنه الحر في الأمل: كان فاضلاً عالماً متبحراً محقّقاً مدقّقاً جامعاً كاملاً ثقة زاهداً عابداً ورعاً جليل القدر عظيم الشأن، فريداً في عصره، روى عنه الشهيد الثاني بغير واسطة ويروي هو عن الشيخ علي الكركي - المحقّق الكركي - . وأثنى عليه ثناءً جميلاً في إجازته له قائلاً: ... علاّمة العلماء ومرجع الفضلاء... متسنّم ذُرى المعالي بفضائله الباهرة... له شرح رسالة صيغ العقود والإيقاعات، توفّي سنة 933ه 4.
جدّه الثالث الشيخ عبدالعالي: قال الحرّ العاملي: والد شيخنا الشيخ علي الميسي المعروف... وقد أثنى عليه الشيخ علي - المحقّق الكركي في إجازته لولده - الشيخ علي - فقال عند ذكره: المرحوم المبرور المقدّس المتوّج المحبور الشيخ الأجل العالم الكامل تاج الملّة والحق والدين عبدالعالي الميسي 5.
أخو جدّه الأوّل وهو الشيخ جعفر بن الشيخ علي: قال الأفندي: كان عالماً محقّقاً فقيهاً، شريك الشهيد الثاني في الدرس والإجازة من أبيه 6.
وولده الشيخ جعفر بن لطف الله: قال السيّد الصدر: كان فاضلاً عالماً تقيّاً نقيّاً صفيّاً، بل أنموذج السلف وزبدة الخلف. ووصفه الشيخ البهائي في إجازته: الفاضل التقي النقي الزكي الذكي ذو الذهن الوقاد والطبع النقّاد؛ فهو من تلامذة الشيخ المذكور 7.
أقوال العلماء
الحرّ العاملي: كان عالماً فاضلاً فقيهاً متبحراً محقّقاً عظيم الشأن جليل القدر، أديباً شاعراً معاصراً لشيخنا البهائي، وكان البهائي يعرف له بالعلم والفضل والفقه، ويأمر بالرجوع إليه 8.
الميرزا الأفندي: الفاضل الورع التقي العابد الزاهد المقبول قوله وفتواه في عصره، العالم العامل الكامل الفقيه الجليل المعروف. وكان من العلماء الزهاد والفقهاء العُبّاد والصلحاء من بين العباد. وبالجملة هذا الشيخ ممن فاز بعلوّ الشأن في الدنيا والآخرة، وكان معظّماً مبجّلاً عند السلطان الشاه عباس الصفوي 9.
مؤلّفاته
مؤلّفات شيخنا المترجم كثيرة وأغلبها رسائل في مواضيع متعدّدة إلاّ أنّ من ترجم له لم يذكر أسماء هذه الرسائل، وما وصل إلينا فهو النزر القليل، وكأنّه لم يكن دأبه على التصريح بتسمية الرسالة في المقدّمة كما هو الحال في رسالتنا، فما تعرفنا عليه هو:
1 - ماء الحياة وصافي الفرات في رفع التوهمات ودفع واهي الشبهات، ويسمى ب- الاعتكافيّة، كتبه في آداب الاعتكاف وأحكامه. توجد نسخة خط المصنف في ضمن مجموعة نفيسة من رسائل المصنف نفسه، وفيها رسالة أخرى له... كما في الذريعة 19 / 11-12.
وقد ذكر الآغا بزرك في الذريعة 2 / 230، الاعتكافيّة وقال: توجد النسخة في الخزانة الرضوية من موقوفات ابن خاتون سنة 1067. أولها الحمد لله الذي جعلني من المهتدين. ولم يشر إلى اتّحادها مع ماء الحياة، فلا أدري هل هما عنوانان لمعنون واحد أم لا؟