63 - وذُرع ما بين باب المسجد الذي يخرج منه إلى الصفا إلى وسط الصفا، فكان 112/5 ذراعاً.
4 - وذُرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى المروة فكان 500/5 ذراعاً.
5 - وذُرع ما بين الصفا والمروة فكان 766/5 ذراعاً.
6 - وذُرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب العباس بن عبدالمطلب وبينهما عرض المسعى فكان 35/5 ذراعاً 1.
وفي حاشية البجيرمي ما يقرب ممّا ذكره الأزرقي فقد جاء فيها: وقدر المسافة بين الصفا والمروة بذراع الآدميّ 777 ذراعاً. وكان عرض المسعى 35 ذراعاً فأدخلوا بعضه في المسجد 2، وهذان القولان لا يختلفان إلاّ في نصف الذراع في طول المسعى وعرضه كما هو واضح.
ويظهر من كلمات المؤرخين أنّه حصل التغيير في أيّام المهدي العباسي عام 160ه- فقد قال القطبي: أمّا المكان الذي يُسعى فيه الآن فلا يتحقّق أنّه بعض من المسعى الذي سعى فيه رسول الله(ص) أو غيره، وقد حوّل عن محلّه كما ذكره الثقات 3.
وقال صاحب الجواهر: حكى جماعة من المؤرخين حصول التغيير في المسعى في أيّام المهدي العباسي وأيّام الجراكسة على وجه يقتضي دخول المسعى في المسجد الحرام وأن هذا الموجود الآن مسعى مستجدّ، ومن هنا أشكل الحال على بعض الناس باعتبار عدم إجزاء السعي في غير الوادي الذي سعى فيه رسول الله(ص)، كما أنّه أُشكل عليه إلحاق أحكام المسجد لما دخل منه فيه.
ولكن العمل المستمر من سائر الناس في جميع هذه الأعصار يقتضي خلافه، ويمكن أن يكون المسعى عريضاً قد أدخلوا بعضه وأبقوا بعضه كما أشار إليه في الدروس 4.
وحاصل هذه الكلمات أن التضييق قد حصل في جهة المسجد لا في الجهة الأُخرى، بمعنى أن الساعي إذا وقف على الصفا متّجهاً إلى المروة فإن المسجد الحرام يقع على يساره وأمّا الجانب الشرقي فعلى يمينه فالتغيير الذي طرأ إنّما طرأ على جانبه الأيسر فدخل جزء من المسعى في المسجد، وأمّا الجانب الآخر فلم يُعلم حدوث أيّ تغيير فيه.
وبذلك يعلم مفاد ما رواه الشيخ عن معاوية بن عمّار عن أبيعبدالله(ع)حيث قال: «ثمّ انحدر ماشياً وعليك السكينة والوقار حتّى تأتي المنارة، وهي طرف المسعى، فاسع ملأ فروجك، وقل: بسم الله والله أكبر، وصلّى الله على محمّد وآله، وقل: اللّهم اغفر وارحم واعف عمّا تعلم إنّك أنت الأعزّ الأكرم، حتّى تبلغ المنارة الأُخرى، قال: وكان المسعى أوسع ممّا هو اليوم، ولكن الناس ضيّقوه» 5.
وقد نقله العلاّمة في التذكرة 6، وفي المنتهى 7، والبحراني 8 وصاحب الرياض 9 إلاّ أنّهم لم يعلّقوا على الحديث بشيء إلاّ البحراني الذي قال: إنّ المفهوم من الأخبار أن الأمر أوسع من ذلك، فإنّ السعي على الإبل الذي دلت عليه الأخبار، وأنّ النبي(ص) كان يسعى على ناقته لا يتفق فيه هذا التضييق، من جعل عقبه يلصقه بالصفا في الابتداء وأصابعه يلصقها بالصفا موضع العقب بعد العود، فضلاً عن ركوب الدرج، بل يكفي فيه الأمر العرفي، فإنّه يصدق بالقرب من الصفا والمروة 10.
وبما أنّ الإمام الصادق(ع) قد عاصر الدولتين وتوفي عام 148ه- أي في عصر المنصور قبل أن يتسنّم المهدي ملك بني العباس، كان التغيير قد حصل أيضاً قبل عام 160ه- ، فهذا يعرب أنّ الناس قد بنوا أبنية طول المسعى اللاصق بالمسجد فضيّقوا المسعى كما أشار إليه الإمام الصادق(ع)، وقام المهدي العباسي بتهديم البيوت وجعل أرضها جزءاً من المسجد الحرام.
ويظهر من الأزرقي أن المساحة بين المسجد والمسعى قد بنيت فيها دور لبعض المكيين.
قال: وللعباس بن عبدالمطلب أيضاً الدار التي بين الصفا والمروة التي بيد ولد موسى بن عيسى التي إلى جنب الدار التي بيد جعفر بن سليمان، ودار العباس هي الدار المنقوشة التي عندها العلم الذي يسعى منه من جاء من المروة إلى الصفا.. ثم إنّه يقول: ولهم أيضاً دار أم هاني بنت أبيطالب التي كانت عند الحناطين عند المنارة فدخلت في المسجد الحرام حين وسّعه المهدي في الهدم الآخر سنة سبع وستين ومائة 11.
وهذا يدلّ على أنّ التوسعة التي حصلت في عهد المهدي كانت من جانب المسجد وأنّه هدم البيوت التي كانت مبنيّةً على أرض المسعى.
وقد بلغتنا الأخبار بأن السعوديين بصدد توسعة المسعى بإحداث مسيرين متحاذيين ذهاباً وإياباً، ويظهر ممّا نشره المشرفون على التوسعة أنّها مبنيّة على أن يكون القديم للآتي من المروة إلى الصفا ويكون الجديد للنازل من الصفا ذاهباً إلى المروة، وتقع التوسعة في الجانب الشرقي للمسعى لا في جانب المسجد.
وشكل الجبلين الموجود حاليّاً ربما يلازم كون المسعى الجديد خارجاً عن التحديد بما بين الصفا والمروة.
ومع ذلك كلّه فهناك قرائن تدلّ على أنّ المسعى كان أوسع حتّى من الجانب الآخر الذي يقابل المسجد وهذه القرائن عبارة عن: