41بالنظم الذي أنزل عليه فلم يغيره ولم يبدل ألفاظه؛ وكان الخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثمّ عادها زاد فيها ونقص فحفظه اللّٰه عز وجل على نبيه كما أنزله وأبانه من سائر من بعثه إليهم بهذه الآية التي باين بينه وبينهم بها ففي ذلك أنزل اللّٰه تعالى:
« وَمٰا كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتٰابٍ وَلاٰ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَرْتٰابَ الْمُبْطِلُونَ» ، الذين كفروا ولقالوا: إنّه وجد هذه الأقاصيص مكتوبة حفظها من الكتب 1.
وقال الطريحي: الأمّي في كلام العرب الذي لا كتاب له من مشركي العرب 2.
وقال الراغب: ويقال لكل ما كان أصلاً لوجود شيء أو تربيته أو إصلاحه أو مبدئه: أمّ وقيل: سمّي بذلك لنسبته إلى اُمّ القرىٰ 3.
وعن القاموس: أمّ القرىٰ مكّة؛ لأنّها توسطت الأرض فيما زعموا، أو لأنّها قبلة الناس يؤمّونها أو لأنّها أعظم القرى شأناً 4.
وفي المصباح: الأمّي في كلام العرب الذي لا يحسن الكتابة، فقيل: نسبة إلى الأمّ، وقيل: نسبة إلى أمّة العرب؛ لأنّه كان أكثرهم أمّيين 5.
وفي دائرة المعارف الإسلاميّة: الأمّي عند العرب هو الذي لا يكتب. . . قال أبو حيّان في تفسير البحر المحيط: الأمّي الّذى لا يقرأ في كتاب ولا يكتب. . . وقد ثبت بالتواتر الذي لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه و آله كان اُمّياً بمعنى أنّه لا يعرف القراءة والكتاب 6.
وقال العلّامة المجلسي في البحار: «ومن أسمائه صلى الله عليه و آله الرسول النبي الأمّي، إلى قوله: وأمّا الأمّي فقال قوم: إنّه منسوب إلى مكة وهى أمالقرى كما قال تعالى:
« بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً» ، وقال آخرون: أراد الذي لا يكتب؛ قال ابن فارس:
وهذا هو الوجه لأنّه أدل على معجزة إلى قوله: وروي عنه: نحن أمة أمية لا نقرأ