167ولا تُثَنى فلتاتُه، مُتعادلين، متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقِّرون الكبيرَ، ويَرحمون الصَّغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب.
كان إذا ودّع المؤمنين قال: «زوّدكم اللّٰه التقوى ووجّهكم إلى كل خير، وقضى لكم حاجة، وسلّم لكم دينكم ودنياكم وَرَدّكم إليَّ سالمين» .
وكان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يخزن لسانه إلاّ عمّا كان يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفّرهم، ويُكرمُ كريمَ كلّ قوم ويوليه عليهم، ويحذَرُ الناس ويحترسُ منهم من غيرِ أن يطوي عن أحدٍ بِشره ولا خُلُقه
ويتفقَّد أصحابَه.
ويسأل الناسَ عمّا في الناس،
ويحسّنُ الحسنَ ويقوّيه،
ويقبّحُ القبيحَ ويوهنُه،
معتدلَ الأمر غير مختلف فيه،
لايغفَل مخافةَ أن يغفلوا ويميلوا.
ولا يقصّرُ عن الحقِ ولا يجوِّزُهُ.
الذين يَلُونه من الناسِ خيارُهم.
وأعظمهُم عنده منزلةً أحسنُهم مواساةً وموازرة،
كان لا يجلس ولا يقومُ إلاّ على ذكرٍ.
لا يوطّن الأماكن وينهى عن إيطانها.
وإذا انتهى إلى قومٍ جَلَسَ حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك.
ويعطي كلَّ جلسائه نصيبَه، ولا يحسب أحدٌ من جلسائه أنَّ أحداً أكرمُ عليه منه.
مَن جالسَهُ صابره حتى يكونَ هو المنصرف.
مَن سأله حاجةً لم يرجع إلاّ بها، أو ميسورٍ مِنَ القول.
ويقول أبو واقد: كان أخفَّ الناس صلاةً على الناس، وأطول الناس