73على غير موضعه الحالي الذي صار بفعل عمر لم يكن لهم مناص من الاعتراف بكلا الأمرين؛ فإنه لو كان المقام في عهد رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في موضعه الفعلي وكان عمر ردّ المقام إلى ذاك الموضع لم يكن في فعل عمر تأييد لجواز نقل المقام فعلاً إلى مكان أبعد من البيت عما عليه فعلاً .
فليس اعتراف المعلّمي وأضرابه في هذا العصر بمخالفة رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله من عمر ثم توجيه ذلك بأنه مخالفة في الصورة لاٰ في اللبّ والحقيقة بل ما فعله عمر في الحقيقة عين الموافقة لرسول اللّٰه باعتبار الغرض ، ليس لأجل الاعتراف بالحقيقة؛ وإنما هو لأجل التوصّل به إلى غرض آخر كما ألمحنا إليه . واللّٰه العالم بحقيقة الحال .