41
فقهيات معاصرة في الحج«3»
موضع مقام إبراهيم(2)
الشيخ محمد القائيني
إنّ الذي تقتضيه ملاحظة النصوص والأدلّة المتقدّمة [في القسم الأوّل] أن الموضع الفعلي للمقام ليس متعيّناً ، سواء قلنا بأنه جائز أن تكون الصخرة فعلاً في موضعه الفعلي أو لا .
والوجه في عدم التعيّن أن هذا الموضع لم يكن الموضع الأصلي لحجر المقام ، ولم يضعه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله هنا ، بل وضعه ملاصقاً للبيت .
ثم جَعْلُ عمر لصخرةٍ هنا اجتهادٌ منه لو كان سائغاً ، لكنه غير متعين حسب اجتهاده ، بل ربما كان مقتضى اجتهاد الحاكم نقله إلى موضعٍ أبعد من الموضع الفعلي .
حيث ينقل أن نقل الحجر إلى موضعه الفعلي كان لمصلحة الطائفين أو المصلّين بسبب الزحام ، وكلما كان الزحام أكثر اقتضت المصلحة تبعيد المقام أكثر .
بل ربما اقتضت المصلحة تثبيت المقام خارج المسجد؛ ليفرغ البيت للطائفين حيث لا يمكن تحويل البيت إلى موضع آخر ليفرغ المقام للمصلّين .
وقد صرّح بعض بعدم تعيّن المكان الفعلي للمقام ، وأنه يجوز نقله إلى