29ترىٰ في هذه الموارد أنّ شيئاً عامّاً يؤخذ منه جزء لغرض ، فالنحل تتخذ من الجبال جزءاً بصفة البيت ، أو أنّهم كانوا يتّخذون من سهول الأرض قصوراً ، أو أنّ الشيطان يتّخذ من عباداللّٰه نصيباً ، إلىٰ غير ذلك .
فإذا كان هذا ظاهر هذه التراكيب ، فالآية منزّلة علىٰ هذا النمط من الكلام ، فيراد من المقام ما يجاوره ويقاربه تسميةً لما حول المقام باسمه ، ضرورة أنّ المقام لا يتبعض لأخذ المصلىٰ منه ، فعلى الطائف أن يأخذ جزءاً من هذا المقام المجازيّ مصلّىً يصلّي فيه ، وإطلاق الآية يعمّ الخلف وما حوله من اليمين واليسار ، ولا يختصّ مفاده بالخلف ؛ لأنّ المقام - حسب ما استظهرناه - هو المكان المتّسع قرب المقام الحقيقي ، المسوّغ لتسمية ذلك المكان مقاماً أيضاً ، فالموضوع هو الصلاة قربه .
فخرجنا بتلك النتيجة : أنّ المقام أُطلق وأُريد منه ما يجاوره ويليه ، وأنّ«من» تبعيضيّة لا غير ، وسائر الاحتمالات الاُخرىٰ غير تامّة .
وعلىٰ ضوء ما ذكرنا ، فاللازم هو التصرّف في لفظ«المقام»علىٰ ما عرفت ،