27إنّ تعبير المحقّق«يجب أن يصلّي في المقام»أثار بحثاً بين الشرّاح ، قال في«المدارك»: إنه غير جيّد أمّا لو قلنا بأنّ المقام نفس العمود الصخري فواضح وامّا إن أريد به مجموع البناء الذي حوله فلأنه يتعيّن وقوع الصلاة فيه قطعاً 1.
وقريب منه في المستند 2.
يرد على الاحتمال الثاني ، أنّ البناء كان أمراً مستحدثاً ولم يكن في عصر الرسول حين نزول الآية حتّىٰ تفسر به . وقد أزيل السنين الأخيرة وكان موجوداً أوائل العقد الثامن من القرن الرابع عشر ، أعني سنة 1381 .
وقد وافقه صاحب الجواهر ، فقال إنّ تعبير بعض الفقهاء بالصلاة في المقام مجاز تسمية لما حول المقام باسمه ، إذ القطع بأنّ الصخرة التي فيها أثر قدمي إبراهيم لا يصلّى عليها 3.
ثمّ إنّ بعض المفسرين من أهل السنّة حاول حفظ ظهور الآية وهو أنّ كون الصلاة في المقام حقيقة فقال : المراد من مقام إبراهيم هو عرفة والمزدلفة والجمار ، لأنّه قام في هذه المواضع وسعىٰ فيها ، وعن النخعي: الحرم كلّه مقام إبراهيم 4.
واحتمل بعضهم أن المراد من المقام هو المسجد الحرام ، ولكنّه محجوج بفعل النبي؛ حيث إنّه بعد ما طاف سبعة أشواط أتىٰ إلى المقام فصلّاهما وتلا قوله تعالىٰ :
«وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى » ، فأفهم الناس أنّ هذه الآية أمر بهذه الصلاة وهنا مكانها 5.
وفي صحيح مسلم بسنده عن جابر في بيان حجّ النبي صلى الله عليه و آله : حتّىٰ إذا أتينا البيت