132نظرةً تفسيرية ، وتريد أن تشرح معناها ، وليست في مقام بيان الحكم الشرعي فقط بقطع النظر عن الآية ، بل الرواية ناظرة إلى الآية ، فهي تحوي - إضافة إلىٰ بيان الحكم الشرعي - تفسيراً للآية ونظراً إليها ، ممّا يفرض جعل مدلول الآية بالمعنى الذي تنصّ عليه الرواية ، فالخبر تامّ السند والدلالة .
الرواية الثانية : صحيحة علي بن جعفر قال : «سألت أخي موسىٰ عليه السلام عن الرفث والفسوق والجدال ما هو؟ وما علىٰ من فعله؟ فقال : الرفث : جماع النساء ، والفسوق : الكذب والمفاخرة ، والجدال : قول الرجل : لا واللّٰه وبلىٰ واللّٰه . . .» 1 .
وحال هذه الرواية كحال سابقتها وإن لم يرد فيها ذكر الآية ، ذلك أنّ السؤال عن هذه الثلاث بهذا الترتيب ظاهر في أنّ نظر علي بن جعفر إلى الآية نفسها ، وأنّ الإمام لمّا فسّر الثلاث يكون قد فسّر الآية ، وتكون النتيجة مطابقة لما استفدناه من الرواية الأولىٰ .
الرواية الثالثة : صحيحة معاوية بن عمّار ، وهي مثل الرواية الأولىٰ ، إلّا أنه جاء في آخرها : «وسألته عن الرجل يقول : لا لعمري وبلىٰ لعمري؟ قال : ليس هذا من الجدال ، وإنّما الجدال : لا واللّٰه وبلىٰ واللّٰه» 2 .
وهذه الرواية يبدو أنّها عين الرواية الأولىٰ ، وليست روايةً ثانية؛ لاشتراكها معها في مقطع كبير ، مع وحدة الراوي ، لكن المهم فيها أنّ الإمام عليه السلام نفىٰ أن يكون من الجدال قول : «لا لعمري وبلىٰ لعمري» ، مستخدماً لحصره في لا واللّٰه وبلىٰ واللّٰه كلمة «إنّما» ، وهذا ما يفيد كون الجدال - حصراً - خاصاً بهذين التعبيرين ، وأنّ الموضوع ليس موضوع نزاع ومخاصمة ، وهذه دلالة إضافية ، أيدلالة الحصر ، تعطينا إيّاها هذه الرواية ، أللهم إلّا إذا قيل : إنّ الحصر هنا إضافي بلحاظ ما سبق ،