281تصنيف الحج إلىٰ «تمتّع وقران وإفراد» ويضاف إلى قصد الحجّ 1 قصد النيّة ومن قصد الحج بأحد أنواعه الثلاثة إلىٰ قصد ونيّة مخصوصة لكل منسك علىٰ حده ؛ إذ لكل فعل مناسكي نيّة خاصة في مكان وزمان مخصوصين وبهيئة وأداء متميزين . 
  تطالعنا في هذا المستوىٰ ثلاثة مركبات للنية : النية العامة للحج ، والنية الخاصة لأحد أنواعه ، ونية مخصوصة للفعل المناسكي ، وإذا كانت الطبيعة يحلو لها أن تستتلي الأشباع المتكرر فتبقي الحج يصدر بالكثير من النوايا فإن التشريع يلخص النوايا في ثلاث ، ثم النية توجزها فى معطىً قلبي وعملي واحد . 
  إن هذا التركيب بين النوايا خاصة لم نألفه في العبادات ذات الموضوع الواحد عدا الحج ، فالأخير يحتفل بهذا النوع من التركيب النوعي ويحسب التركيب خاصة جمالية وعبادية له . الجمال في الحج له توقيعات عنيفة ، تصدر على شكل اشعاعات تتطوف فيغلّفها طيف يحرّر الذات من ما كان يرىٰ فيه الجمال ويقتلع من النفس معطلات الذائقة الحرّة . 
  النية في هذا المستوىٰ لها تعبير أرقىٰ مما كان ، إذ تتجسد فيها الأعمال وتتلازم فيها الكيفيات . 
  خامساً : مستوىٰ أداء المناسك ، وهذا الدور يتفرع عن السابق وفيه يلج الحاج عالماً فسيحاً تتفاعل فيه كائنات كانت إلىٰ ما قبل لحظة الميقات لا تختلف عن غيرها . . . وبدلاً من الوحشة تلقي على الحاج الدعة والأنس وبدلاً من التصعّر والتصحّر تلقي بين عينه الألفة والود والأمل . . . وعوضاً عن القسوة المنبثة بين تضاريسها فإنها تستلقي أمامه كأي وديع وطيّع فوجىء به الحاج ، وهي بهذه الشكل!! وتبدأ هذه المقاطع من الدفعة النفسية التي تعاطىٰ فيها الحاج وهو يدخل مسلكية الإحرام عبر كوّة الميقات - تلكم الدفعة التي تصهر كل المشاعر الأخرىٰ وتمغنطها في محور رئيس . . . تلكم الدفعة التي تضع موجودات الطبيعة وجهاً لوجه