280نحو الهدفية والقصد علناً ، وينتقل الحديث الذاتي للإنسان من كيف يذهب للحج إلى كيف يؤديه على أصوله؟ وهذا الشعور يدلّ على صلاح النفس الإنسانية وتقواها وامتثالها لخط السلوك العقيدي . وفي المستوىٰ هذا يتقن الإنسان نوعين من التعهد . . . مع ذويه ومع خالقه . . . فيتأهب نحو التوازن الواقعي الذي يطرحه التشريع الإسلامي .
ثالثاً : السفر ، وبعضهم يعدّه من القيود التي لا يلزم على المكلف تحصيلها 1 .
رابعاً : لحظة اللقاء بالمواقيت المعروفة . وهو مقطع مهم تبلغه النية ويصبح الإنسان فيه حاجّاً . تتحدد النية هنا بنوعية الممارسة المناسكية قصداً وتشرع بالإحرام والتلبية والغسل ، وهذه وغيرها هي ما نقصد بالممارسة النوعية ، وفي هذا المقطع تنفرد النية بالأداء وتترود الأفعال فيما ينسحب الشعور إلى الخط الثاني . . .
ذلك الخط الذي كان يتداخل مع النية في المستويات الثلاثة السابقة .
هنا يبدأ التشريع يحاكم العمل ويعيد ترتيب أفعال المناسك ، ويتدخل العقل هنا إلى جنب القلب . . . وتتوضح للمناسك في هذا الدور ثلاث شخصيات وهويات . العنوان والمضمون الطبيعي للمناسك والعنوان والمضمون التشريعي لها ، والعنوان والمضمون الاجتماعي لها ، وفيما يتراجع العنوان الأول فإن العنوان الشرعي هو الذي يكتسح الساحة إعداداً ودربةً للعنوان والمضمون الثالث . في العنوان التشريعي للمناسك يدخل النظام بجدارة عالية في إضفاء الجمال الإلهي على الطبيعي فيتحكم بدقّةٍ في رسم الحركات والاتجاهات ، ويقرّب بين النظرية والفرضية من جهة وبين البرهان والتطبيق من جهة أخرىٰ ، فيتبلور في الحج ذكاءٌ وإحساس خاص يمتاز به الحاج الذكي عن غيره ، وبالذكاء تحدث مراجعة علمية واستذكار . وموائمة ومقاربة . كما يبدأ التشريع برصد الكيان الذاتي ومعالجة المنابع من موانع ومحرمات وواجبات ومباحات ومستحبات . . . في هذا المدخل يتمّ