180وبقينا بمكة يوم السبت الثامن عشر ، وهو يوم الغدير ، وقد زارني صبيحته الفاضل الصالح محب أهل البيت ومداحهم الملقب بنوائي مؤلف «گلچين نوائي» نزيل الحائر الشريف عدة سنوات ، وبعده دخل علينا مطوفنا محمد علي الغنام ، وقرأ الدعاء «الحمد للّٰهالذي جعلنا من المتمسكين بولاية مولانا» الخ ، إشارة إلى أنه من الشيعة ، وذكر أن الراجح رواحكم في عصر هذا اليوم إلى جدة ، وبعد يوم أو يومين يحصل لكم الطيارة العراقية ، فقبلنا منه وودعناه .
وخرجنا ليلة الأحد(19) إلى جدة ، ونزلنا فندق بين الحرمين ، وصعدونا بالمصعدة إلى الطبقة السابعة المشتملة على جميع المرافق ، من الغرف والحمام والمراحيض كلها على الوضع الحديث .
وفي ليلة الإثنين (20) عيّن لنا مكان في الطيارة ليوم الثلاثاء (21) ، فكنّا في ذلك الفندق ليلتين بينهما يوم واحد ، أجرة كل ليلة خمسة وسبعون ريالاً سعودياً .
وخرجنا صبيحة يوم الثلاثاء إلى مطار الشركة العراقية ، فتعطلنا هناك عدة ساعات ، حتى جاءت الجوازات من المركز ولم يكن جوازنا بينها ، فتعطلت مع العلوية في ظل الطيارة إلى قرب الظهر حال الخوف والاضطراب ، حتى وجدوا جوازنا في المركز فأتونا بالجواز وركّبونا . وهذا من فضل اللّٰه تعالى ، لأنه لو لم يوجد الجواز نبقى هناك في حرّ الشمس ونموت قطعاً .
وبعد ركوبنا حمدنا اللّٰه تعالى ، وتحركت الطيارة ذات أربع مقرات ، ووصلنا مطار بغداد في الساعة الثامنة ، ولم يطلع على حالنا أحد إلّا اللّٰه ، ومن فضله أنه ألقى في روع السيد مهدي المدرسي أن يحضر المطار في ذلك الوقت ، فرآنا عند النزول من الطيارة وصاح بنا ، فلمّا رأيناه شكرنا اللّٰه تعالى على هذا الفضل ، فخابر هو للحاج عبدالزهراء ، فحضر مع سيارته فوراً ، وأخذنا إلى داره فنزلنا بها واسترحنا ، وهيأ الشاي والحمام فغسلنا وطهّرنا ثوبنا وصلّينا .
وقرب الغروب شغل [ الحاج عبدالزهراء] السيارة وتشرفنا للزيارة ، ولما