17بذلك ضيافته عبر أشهر متعدّدة ، لا سيما العشر الأوائل من ذي الحجة .
وبناءً عليه ، يكون شهر رمضان المبارك بداية الضيافة الإلهية ، فيما يكون ذوالحجة منتهاها ، وذلك في موسم أداء مناسك الحج .
إن الحج ضيافة اللّٰه ، والحجاج - كالصائمين - ضيوف الرحمن ، تماماً كما قال الإمام الصادق عليه السلام : «إنّ ضيف اللّٰه عز و جل رجلٌ حجّ واعتمر ، فهو ضيف اللّٰه حتى يرجع إلى منزله» 1 .
ويقول الإمام علي عليه السلام في ذيل جوابه عن سؤال : لماذا حرم الصوم في أيّام التشريق؟ 2 : «لأنّ القوم زوّار اللّٰه فهم في ضيافته ، ولا يجمل بمضيفٍ أن يصوم أضيافه» 3 .
إنّ هذه الضيافة ذات الأشهر المتعدّدة تقع على مرحلتين :
الأولى : يقول فيها المضيف لضيفه : أطلب ما تريد .
الثانية : إعطاء المضيف ضيفه ما كان طلبه منه .
فالضيافة الخاصّة بشهر رمضان المبارك توفر أرضيةً مناسبة لضيافة الحج ، ففي شهر رمضان ، يقول المضيف - وهو اللّٰه سبحانه - لعباده الصائمين : «اطلبوا منّي الحج» ، أما في الضيافة الثانية ، أي في مراسم الحج ومناسكه ، فإنّ الحديث يكون عن العطاء لا الطلب .
تذكّر :
حيث كانت الولاية من أركان الإسلام والحج ، جاء في أدعية شهر رمضان المبارك ، إلى جانب طلب الحج وزيارة بيت اللّٰه الحرام ، طلبٌ آخر وهو التشرّف