15أمروا بالحج لعلّة الوفادة إلى اللّٰه عز وجل ، وطلب الزيادة ، والخروج من كل ما اقترف العبد ، تائباً مما مضى ، مستأنفاً لما يستقبل . . .» .
إلى أن قال : «وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيه ، مع ما فيه من التفقّه ونقل أخبار الأئمة عليهم السلام إلى كل صقع وناحية» 1 .
14 - وما ورد في الحج بوضوح من الحق وسعة الرحمة لم يرد في أيّ من العبادات الأخرى ، فاللّٰه تعالى يتحدث عن وضوح الحق في الحج بالقول : [فِيهِ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ ] 2 ، ذلك أنّ أسرار الحج ، وهي آيات اللّٰه تعالى ، ستكون واضحةً بينةً هناك .
أمّا فيما يخصّ سعة رحمة الحج :
أ - فيتحدّث الإمام الباقر عليه السلام عمن خرج قاصداً الحج الواجب ثم مات وهو في الطريق : «إن مات في الحرم فقد أجزأت عنه حجة الإسلام . . .» 3 .
وهذا مظهر من مظاهر سعة الرحمة ، وأدب الضيافة الإلهية .
ب - ويقول رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في حجة الوداع ، عند الوقوف بعرفات قريب الغروب : «إنّ ربكم تطوّل عليكم في هذا اليوم ، وغفر لمحسنكم ، وشفّع محسنكم في مسيئكم ، فأفيضوا مغفوراً لكم» 4 .
ج - ولعلّه لما في الحج من خصوصيات كهذه قال الإمام الصادق عليه السلام لعيسى ابن أبي منصور : «يا عيسى! إني أحب أن يراك اللّٰه فيما بين الحج إلى الحج وأنت تتهيّأ للحج» 5 .
د - وفي رواية أخرى عنه عليه السلام : «ليحذر أحدُكم أن يعوّق أخاه عن الحج ،