29ونظراً للمنزلة العظيمة لهذه الفريضة ولمناسكها، ولرغبة السماء في أن لا يخلو هذا البيت المبارك والبقاع المباركة من أدائها، فتحت لذوي الأعذار - وحتي للأموات - من المؤمنين باباً آخر لأداء هذه الفريضة، فالشريعة راحت تلاحق أصحاب الأعذار والذين يعجزون عن أداء مناسك هذه الفريضة بسبب الأمراض وغيرها مع توفر الاستطاعة المالية لهم، بل ولاحقت حتي الذين يتوفون منهم ولم يكن بمقدورهم أداؤها أو أنّهم تخلّفوا عنها أو عن بعض مناسكها بعذر أو بغير عذر، فتحت لكلّ هؤلاء - رجالاً ونساء وخناثي - باباً سمّته باب النيابة، وأمرتهم بأن ينيبوا من يؤدّي عنهم هذه الفريضة، وجعلت ثواباً عظيماً للنائب تشجيعاً له، وأنّها إذا ما أُدّيت صحيحةً بشروطها وأحكامها من قبل النائب، تكون مجزية عن الأصيل (المنوب عنه) ، ولا تفرغ ذمته إلاّ بأدائها مادامت الاستطاعة قد تحققت عنده.
وللنيابة أحكامها وشروطها و