187قمَّة الوسائل في توفير مسرح حيٍّ لتقرُّب الإنسان إلي غيره، ونبذ العنصريَّة، وصُوَر الاستعلاء العرقيِّ بين الأجناس.
ومن هذا المنطلق، تأتي أهميَّة الوقوف عند شخصيَّة فريدة من رجالات الدَّعوة الإسلاميَّة ممن حملوا اللَّقب الشَّرقي «الحاج» بجدارة إن شاء الله، ويصحُّ أن نُلصِق عليهم طابعاً يحمل «صُنِع في مكّة» ، وذلك بفعل التَّجربة الإيمانيَّة الخصبة التي عايشوها في الحجِّ، تجربة لا نبالغ إنْ قلنا: إنَّها أحدثت في حياتهم وسلوكهم تغييراً لم يُبقِ علي شخوصهم السَّابقة إلاّ اللَّحم والدَّم، فكأنَّ الحج آلة عجيبةٌ في «صنع» البشر يخرج منها الحاج «كيوم ولدَتْه أمُّه» .
تلك الشخصيَّة هي الحاج مالك شباز (مالكولم إكس سابقاً) «شهيد الإسلام الأوَّل في أمريكا» 1، الذي تمثِّل قصَّة حياته رحلةً طريفة في الانتقال إلي «الآخر» ، والتعرُّف عليه، ونبذ الفوارق العرقيَّة