433 -
تفريقاً بين المؤمنين.
4 -
إرصاداً لمن حارب اللّٰه ورسوله من قبل.
فالصفة الأولى:
هي أنه كان ضراراً، والضرار لغةً، ضرّه، وضرّ به، يضرّه ضرّاً وضرراً: ألحق به مكروهاً أو أذىً، وضارّه مُضارةً وضراراً: ضرّه وضامه وضايقهُ، وضاره أي خالفه، وتضارّا: ضارَّ أحدهما الآخر، وتضارّاً: لحقهما ضرر وضيم 1.
وقال الرازي والطبرسي أيضاً: إنّ الضرار محاولة الضرّ، كما أنّ الشقاق محاولة ما يشق، يقال: ضاره مضارة وضرار.
وقال الزجاج: وانتصب قوله (ضراراً) لأنّه مفعول له.
والمعنى: اتخذوه للضرار، ولسائر الأمور المذكورة بعده، فلما حذفت اللام اقتضاه الفعل فنصب.
ثم قال: وجائز أن يكون مصدراً محمولاً على المعنى والتقدير: اتخذوا مسجداً ضرراً به ضراراً.
إذن، فلا يُراد به إلّاالإضرار بالمسلمين وبوحدتهم كما لا يُراد به إلّاالكفر باللّٰه تعالى وترك عبادته وتوحيده، ولا يُراد به أيضاً إلّاأن يكون مركزاً للفتنة والتآمر على الساحة الإسلامية والكيد لها بالتعاون مع أعداء هذه الدعوة المباركة التي حملها نبيّ الرحمة محمد صلى الله عليه و آله، متستّرين بعناوين متعدّدة منها: مساعدة ضعفائنا، ومرضانا، خاصة في الليالي الباردة، التي لا يستطيعون فيها الذهاب إلى مسجد قُباء، كما أرادوا أن يصلّي فيه الرسول صلى الله عليه و آله لكي يضفي على بنائهم هذا وعملهم الشرعية، ولكن سعيهم هذا خاب بعد أن تدخلت السماء فكشفت مؤآمرتهم.
هذا، وقال أهل التأويل: ضراراً بالمسجد، وليس للمسجد ضرار، إنّما هو