60وفي القاهرة حيث مرقد السيدة نفيسة (وهي من كرائم أهل البيت) .
وذلك احتراماً لرسولِ اللّٰه صلى الله عليه و آله، لأنّ الرجلَ يُحفَظ في وُلده، وتكريم ذرية الرّجُل تكريم له، ولأنَّ القرآن الكريم مدح آلعمران، وآل يس وآل إبراهيم وآل يعقوب وأشاد بهم، وكان بعضهم غير أنبياء، وقال: ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ 1.
و لأنّ القرآن لم يعترضْ على مَن قالوا: لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً 2أي لَنبنِيَنَّ ونقيمَنَّ على مراقد أصحاب الكهف مسجداً، لِيُعْبَدَ اللّٰه إلى جانبهم، ولم يصف عملهم بالشِّرك، لأنّ المسلم المؤمنَ يركع ويسجُد للّٰهويعبده وحده، وإنما يأتي بذلك إلى جانب ضريح هؤلاء الأولياء المطهَّرين الطيبين لتقدّس المكان بهم، كما حصلت لمقام ابراهيم قداسةٌ وكرامةٌ فقال اللّٰه تعالى: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلّى 3.
فليسَ من صلّى خلف المقام يكون قد عَبَدَ المقامَ، ولا من تعبّد اللّٰه بالسعي بين الصفا والمروة يكون قد عبد الجبلين، إنما اختار اللّٰه لعبادته مكاناً مباركاً مُقدّساً ينتسب إلى اللّٰه نفسه في المآل، فإنّ للأيام والأمكنة قداسة كيوم عرفة، وأرض منىٰ، وأرض عرفات، وسبب قداستها هو انتسابها إلى اللّٰه تعالى.
واليومَ إذ تتعرّض الأُمّة الإسلاميّة لأبشع حملةٍ ضدّ كيانها، وعقيدتها ولأشرس هجمةٍ ضدّ وحدتها، من خلال إيجاد الخلل في تعايشها المذهبي، والاجتهادي
30- ولهذا السَّبَبِ أيضاً، يهتمُّ الشيعةُ الجعفريّةُ - كغيرهم من المسلِمين الواعين المدرِكين لشأن رسولاللّٰه صلى الله عليه و آله بزيارة مراقدِ أهل البيت عليهم السلام، تكريماً لهم، ولأخذ العبرةِ منهم وتجديداً للعهد معهم وتأكيداً للقيم التي جاهدوا من أجلها، واستشهدوا للحفاظ عليها،