64فلا يعني ذلك أنّ زمزم كان موجوداً آنذاك كما هو واضح، هذا علاوة على أنّ إبراهيم عليه السلام قد رمى إبليس لا الموضع فلاحظ.
هذا من جهة، ومن جهة أخرىٰ إذا عبرت بعض الروايات برمي الجمار كما هو كذلك، فلا يدلّ علىٰ شيء بعد أن كان البحث في الجمار نفسها، فافتراض أنّها الأرض أو العمود متساوٍ.
الثاني: - من أدلّة القول الأوّل - كلمات الفقهاء الدالّة على أنّ الجمرات أعمدة، وهي نصوص فقهيّة قديمة تكشف عن أنّ الجمرات لم تكن في يومٍ من الأيّام مجرّد أرضٍ أو كومة حصى، فلم يستخدم الفقهاء - كالروايات - تعبير الأرض إطلاقاً للتدليل على الجمرات 1.
وتعابير الفقهاء التي تعطينا قرائن على استفادة العمود عديدة أهمّها:
أ - تعبير «فوقع على الجمرة» بدل «فوقع في الجمرة» كما فعله الجامع للشرائع 2.
ويناقش: بأنّ كومة الحصى يصحّ التعبير أنّه وقع عليها حجر، وكذلك على الأرض كما هو واضح في اللغة العربيّة.
ب - تعبير الشيخ الطوسي: «على مكان أعلى من الجمرة» ، ممّا يدلّ بقرينة استخدام أفعل التفضيل على ارتفاع الجمرة بمقدارٍ معيّن كالعمود لا كونها أرضاً 3.
ويلاحظ عليه: أنّ الشيخ الطوسي كان بصدد الحديث عن سقوط الحجر على ما هو أعلى من الجمرة ثمّ تدحرجه بقوّة على الجمرة، وهذا ما يصدق على