60فهذا في غاية البُعد عن مدلول الكلمة لغويّاً، فلا يطلق العرف اللغوي العربي على هذه العلامات كلمة حائط أبداً، أفهل تقول العرب عن مدينة عُلّمت حدودها الإدارية بعلامات من أعمدة ونحوها. . . هل يقال لها: إنّها محاطة بحيطان؟ ! وهل يقال للجسم الموجود اليوم على مقام إبراهيم عليه السلام إنّه حائط بالنسبة للكعبة؟ !
كلّ ذلك يرجّح أنّ التشبيه كان بلحاظ الظهور لا الحيطان، وإلّا فلا يصدق على الأعمدة ظاهراً، أو لا أقل من الشك في الظهور.
الرواية الرابعة: خبر سعيد الأعرج قال: «قلت لأبي عبداللّٰه عليه السلام معنا نساء، قال: أفض بهنّ بليل. . . حتّى تأتي الجمرة العظمى. . .» ونحوها رواية سعيد الرومي 1.
وتقريب الاستدلال بهذه الروايات أنّ التعبير بالجمرة العظمى وما درج عليه الفقهاء فيما بعد من هذا التعبير أو الجمرة الكبرى بقطع النظر عن كونها جمرة العقبة أو غيرها. . . يدلّ على اختلاف أحجامها الأمر الذي لا معنى له إلّاتفسيره على أساس الأعمدة، وإلّا فقطعة الأرض لا معنى للحديث عنها بهذا الشكل 2.
والتعبير بالعظمى أو الكبرى، موجود حتّى في المصادر الفقهيّة لأهل السنّة ممّا يعني أنّه غير متلقّى فقط من روايات أهل البيت عليهم السلام السالفة الإشارة إليها، ومن ثمّ فهو تعبير متداول منذ قديم الأيّام 3.
والجواب: إنّ التعبير الموجود في الروايات وفي مصادر الفقه الشيعيّة والسنّية، هو الجمرة العظمى والجمرة الكبرى، ولم يرد عن الجمرات الاُخرى سوى تعبير الجمرة الوسطى، أي أنّ تعبير «الجمرة الصغرى» غير موجود إلّا