6الهدف المنشود، وهو أمرٌ مرهون قبل كلّ شيء بإسهامات العلماء والباحثين، ومدّهم يد العون في المجالات العلميّة المختلفة.
وبما أنّ الدنيا قد عصفت بها تطوّرات التكنولوجيا الحديثة، وأحاطت بها تعقيدات وسائل الاتصال العالمية حتى غدا العالم الفسيح الرحيب «قريةً كونية» كما يقولون. . .
يحتاج الحجّ فيها قطعاً إلىٰ إسهامات واقتراحات العلماء والباحثين الدينيين، وذلك لكي يبقى الحجّ ضاخّاً بكلّ المضامين المعنوية، و زاخراً بكلّ العبق العرفاني الأصيل، حتّىٰ لا تغدو سهولة السفر إلى الحجّ والعودة منه باعثاً لقراءة رجعيّة له ولأعماله، الأمر الذي يسدل ستار النسيان علىٰ فلسفة الحجّ الإبراهيمي.
وقد شاءت السماء أن تمتدّ فريضة الحجّ، وإثر ذلك تستطيل أحكامها، وتتفرّع مسائلها وأبعادها المختلفة فقهيّةً، وأخلاقيّة، وعرفانيّة، واجتماعيّة، وسياسيّة، واقتصاديّة، و. . . وتتشابك إلىٰ حدّ من السعة يشعر الباحث أنّه بحاجة إلىٰ أرضية أكبر للبحث والدراسة في كلّ ما يتعلّق بهذه الفريضة المباركة، سيّما في عصرنا الحاضر حيث يتعرّض الإسلام العزيز إلىٰ هجوم جادّ وحقيقي من جانب القوى الشيطانيّة، ساعين فيه بكلّ جهد وطاقة مهما بلغت، وبأيّ وسيلة كان الأمر، لمحو الآثار الإسلاميّة، والشعائر الدينيّة من الوجود، ليطفئوا هذا المشعل النوراني الوضّاء.
لذلك، يلزم علىٰ كلّ المثقّفين علماءاً وكتّاباً ومؤلّفين، قراءة الحج قراءةً عميقة واعية، واستجلاء معالمه، والكشف عن عظمة هذه الفريضة الإلهيّة التي يتحقّق بها قوام المجتمع الإسلامي. . . كشفاً دقيقاً وواضحاً، لينتفع به جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. ولكي يتمّ توظيف هذا المؤتمر العالمي الكبير في سبيل بلوغ النصر المؤزّر للإسلام على الكفر العالمي، ليتحقّق بذلك شعار «الإسلام يعلو