55موضعه فحسب (لا المحيط به) على تقدير عدمه.
وسوف نستعرض أدلّة القولين على الترتيب في الفقرات التالية:
أدلّة القول بأنّ الجمرات هي الأعمدة:
وهذا القول هو المعروف اليوم بين الفقهاء، وبالتأكيد يعود التصريح به إلى فترة سابقة، وأقدم نصّ فقهي يتحدّث بصراحة عن هويّة الجمرات هو - علىٰ ما يبدو - ما ذكره الشهيد الأوّل (م786ه) في كتابه الدروس حيث قال: «الجمرة اسم لموضع الرمي، وهو البناء أو موضعه ممّا يجتمع من الحصى، وقيل هي مجتمع الحصى لا السائل منه، وصرّح علي بن بابويه بأنّه الأرض» 1.
وقد كان نادراً أن يتحدّث فقيه بصراحة عن هويّة الجمرات، فبعد الدروس، تعرّض للموضوع عددٌ قليل منهم صاحب الجواهر 2، والشهيد الثاني 3، وصاحب المدارك 4، والفاضل الهندي 5، وجماعة من متأخّري المتأخّرين كان أبرزهم السيّد السبزواري 6.
وأمّا ما ذكره صاحب الدروس عن الصدوق الأوّل فلم نعثر عليه، والظاهر هو أخذه من الفقه الرضوي لما فيه من شبهة النسبة إليه.
وبناءً عليه، فإذا ما قيل بأنّ الجمرة هي البناء وأنّ هذا هو ظاهر كلام الفقهاء، فلابدّ أن يكون المعنى أنّه المركوز في النص والمدلول عليه بنحو من الدلالة،