35
إفاضةٌ بل إفاضتان
محسن الأسدي
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللّٰهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ* ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللّٰهَ إِنَّ اللّٰهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 1
بدءاً نقول: إنّ من أعظم أهداف فريضة الحجّ - بعد الإخلاص في عبادته تعالى - هو خلق أُمّة قرآنيّة، طالما كانت تهفو إليها قوافل الأنبياء والمرسلين، وقد جدَّ في المسير إلى هذا الهدف - ولا زال - جميع مواكب الصالحين والصادقين، وراحت ترفرف حوله وتطوف به أرواح الشهداء، بعد أن عبّدته جماجمهم وسقته دماؤهم. . وظلّت الأجيال المؤمنة المتعافية، منذ جيل إبراهيم الخليل وإلى يومنا هذا مروراً بعصر النور عصر رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وما تلته من عصور، تتوارث كنوزه