149
إنَّ اللّٰهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً 1.
فإنّه بدأ بنفسه أوّلاً، وهذا يعني أنّ من يأمر بشيء ويضع قانوناً يبدأ بنفسه أوّلاً، فالعالم إذا عمل بعلمه فإنّه يطاع في أمره، وأيضاً لبيان أهمّية صلاة المؤمنين على نبيّهم قرن صلاته مع صلاة ملائكته، والصلاة شعار الولاء والمودّة والمحبّة، كما أنّ اللعن شعار البغض والعداء والتبرّي، وبكلاهما يتقرّب العبد إلى اللّٰه عزّ وجلّ.
ثمّ سبحانه وتعالى يأمر نبيّه أيضاً بأن يسلّم على المؤمنين عند قدومهم وحضورهم، ونتيجة سلام اللّٰه وسلام رسوله هي السلامة والعافية من الذنوب والآثام؛ والرذائل في الروح، ومن الأمراض والأسقام والآلام في الجسد، قال سبحانه:
وَإذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ 2.
وهذه بشرى سارّة لمن يدخل المدينة المنوّرة ويزور رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله، فإنّ النبيّ صلى الله عليه و آله يسبقه في السلام، كما كان ذلك من خُلقه الرفيع، ثمّ لا فرق في النبيّ صلى الله عليه و آله بين حياته الدنيويّة وحياته الاُخرويّة، فإنّه حيّ بحياة برزخيّة يسمع ويرى، فمن زاره من المؤمنين والمؤمنات الذين آمنوا بآيات اللّٰه، ومن آيات اللّٰه العظمى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، فإنّه يسلّم عليهم. وهذا من لطف اللّٰه ورحمته الواسعة، كما قال عزّ وجلّ:
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ 3.
فهو من اللطف الواجب على اللّٰه جلّ جلاله.