90من أعمال يتفرد بها، وأمور يختص بها و آراء يدافع عنها ومواقف يتمسك بها. . .
قد لا تروق للطرف الآخر أو لأكثرية المسلمين. . . ممّا قد يخلق الإعلان عنها والتجاهر بها حالة من التنفر والفرقة، بل قد تؤدي الى أمور أخرى عواقبها غير محمودة أبداً.
إنّ من يزعم أنّه لم يجد أسسها في قرارة نفسه، ولم يعثر عليها في مطاوي كيانه، فإنه يجدها بمعالمها في حياته اليومية.
فالتقيّة قبل أن تكون حالةً شرعيةً، التزم بها قوم، واستنكرها عليهم آخرون إمّا جهلاً منهم، وإمّا بغضاً لهم، وإما لدوافع سياسية وأخرى طائفية. . .
فهي حالة طبيعية فطرية، يعيشها الإنسان بذاته، في إطار علاقاته مع الآخرين أصدقاء كانوا أو أعداءً. . .
فجاءت الشريعة المقدسة غير منكرة لها بل مقرّة بها، واضعةً لها أهدافاً عاليةً، ومصالح كبيرةً، على مستوى الفرد والأمّة، وسنّت لها شروطاً وأحكاماً، وحدّدت دائرة عملها، حتى غدت أسلوبَ عملٍ ناجحٍ في خدمة ديننا الإسلامي والدعوة إليه والدفاع عنه، وباب خلاصٍ يلجه المضطرون، وطريقة لمعايشة الاخوة من أبناء الأمة والطائفة الواحدة، ومداراتهم؛ لحفظ كيان الأمة من الضياع في فتنٍ لاتنفع إلّاأعداءها، وإبعادها عن كلّ ما يسبب إرباكاً لها وانقساماً لأبنائها طوائف مختلفة، فتكون لقمةً سائغة للمتربصين بها. . .
فالتقية
تارةً: تأتي مشروعاً واعياً للدعوة إلى اللّه تعالى. . . ولحفظ الأمة الإسلامية ووحدتها وكيانها العام.
وأخرى: تأتي لحفظ النفوس من أن تزهق، والدماء من أن تراق.
وثالثة: لحفظ الكرامة والأعراض والأموال.
وقد يعيشها المؤمن سنين طويلة طالما أنّ هناك أذًى يخاف وفتنةً تخشى. وقد