21
فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، و أَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، وأَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» 1.
عن الوليد بن صبيح عن أبيعبداللّٰه عليه السلام قال: صَحِبْتُهُ بَيْنَ مَكَّةَ والْمَدِينَةِ فَجَاءَ سَائِلٌ فَأَمَرَ أَنْ يُعْطَى، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَأَمَرَ أَنْ يُعْطَى، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ فَأَمَرَ أَنْ يُعْطَى، ثُمَّ جَاءَ الرَّابِعُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِاللّٰهِ عليه السلام: يُشْبِعُكَ اللّٰهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ: أَمَا إِنَّ عِنْدَنَا مَا نُعْطِيهِ، ولَكِنْأَخْشَى أَنْ نَكُونَ كَأَحَدِ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ لا يُسْتَجَابُ لَهُمْ: دَعْوَةٌ رَجُلٌ أَعْطَاهُ اللّٰهُ مَالاً فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ حَقِّهِ، ثُمَّ قَالَ: أَللّٰهُمَّ ارْزُقْنِي فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُ، ورَجُلٌ يَدْعُو عَلَى امْرَأَتِهِ أَنْ يُرِيحَهُ مِنْهَا، و قَدْ جَعَلَ اللّٰهُ عَزَّ وجَلَّ أَمْرَهَا إِلَيْهِ، ورَجُلٌ يَدْعُو عَلَى جَارِهِ وقَدْ جَعَلَ اللّٰهُ عَزَّ وجَلَّ لَهُ السَّبِيلَ إِلَى أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنْ جِوَارِهِ ويَبِيعَ دَارَهُ» 2.
* * *
إنّ الدعاء وسيلة جليلة للتقرب إلى اللّٰه تعالى، ويظهر مكانته العظيمة في موسم الحج والعمرة.
وبما أنّ الحج والعمرة عبادتان جليلتان؛ يكون فيهما أنواع التذلل والخشوع، فكذلك يكون للدعاء في الحج والعمرة درجة عالية من تلك الأنواع، فيوجد فيه الكثير من التواضع والخشوع والتذلل، من أجل الحصول على المنافع الدنيوية والأخروية للفرد والمجتمع.
قال تعالى:
وَ أَذِّنْ فِي الناسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وعَلَى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ. . .
إنّ المؤمنين في موسم الحج والعمرة يتفرغون للعبادة والتفكر وذكر اللّٰه تعالى،