2
العدد الثامن عشر
مراسلات علمية بين الشيخ محمّدجواد البلاغي والسيّد محسن الأمين
الحجّ في أحاديث الإمام الخامنئي مدّظلّه
مرّة أخرىٰ حلّ موسم الحجّ. . . مهوىٰ قلوب المتديّنين، ونعيم الذاكرين، وفرصة الصالحين، وفي هذه الضيافة العامّة يشارك جمعٌ قَدِموا من كلّ فجّ عميق. . .
. . . الأمّة الإسلاميّة اليوم هدف لأنواع التهديد والإهانة. الاستكبار الهائج بقيادة النظام الأمريكي وبسمسره واستثارة النظام الصهيوني، يستغلّ كلّ الاستغلال تفكّك العالم الإسلامي، وتفرّق الشعوب الإسلاميّة.
الثورة الدامية، التي ينهض بها الشعب الفلسطيني، وراية الافتخار، التي يرفعها هذا الشعب بانتفاضةٍ قد أثارت سخط الدوائر السياسية الاستكبارية، وبعثت فيهم الهلع والفزع، ودفعتهم إلىٰ أن تسوّل لهم أنفسهم ارتكابَ أعمال وقحة، وإلىٰ استعراض جنوني لقوّتهم.
حوادث سبتمبر في نيويورك، قد أصبحت ذريعةً لتزايد غطرسة البيت الأبيض، ولترتكب دولة الصهاينة جرائم في فلسطين لم يسبق لها نظير.
بعد العمليات المأساويّة، التي ارتكبتها أمريكا في أفغانستان، فإن الطبيعة العسكريّة الفظّة لحكومة أمريكا تعمد باستمرار إلىٰ رفع وتيرة دفع الساحة العالميّة إلىٰ حالة من اللاأمن، وإلى المجازر والحروب. مكافحة الإرهاب والدفاع عن السلام في الشرق الأوسط تبدّل إلىٰ ذريعة للبطش والعربدة الأمريكية، وغطاء للتوسّع والهيمنة على المصالح والمصادر الحياتيّة للشعوب.
إنّها لسُخرية ما بعدها سخرية أن يدّعي مكافحة الإرهاب في العالم مَنْ كان له السهمُ الأوفىٰ في ارتكاب الاغتيالات وتدبير المؤامرات، وانتاج أفتك أسلحة الدمار، وحماية أخطر الارهابيين. وإنّها لطعنة في قلب الحقيقة حين يُطلق اسم الدفاع عن السلام علىٰ قتل النساء والرجال والأطفال الفلسطينين، وهدم بيوتهم علىٰ رؤوسهم، وإخراجهم من وطن آبائهم وأجدادهم.