162فأنساهم شيطانهم أو أنّهم تناسوا وتغافلوا عمّا قدّمت يداك المباركتان من خير عميم، ودعم كريم، ودفاع عظيم، وتضحية لا نظير لها عن الرسالة والرسول ومن تبعه من المؤمنين والصالحين، حتى ورد في الخبر الذي ذكره ابن أبي الحديد: «أنّه لما توّفي أبو طالب، أوحى اللّٰه إلى رسوله صلى الله عليه و آله أن أخرج فقد مات ناصرك» . أكلّ هذا العطاء وطيلة عشر سنوات يأتي من كافر؟ ! أي عاقل يصدق دعواهم هذه ومزاعمهم تلك؟ ! إنّه عطاء لا يمكن أن يأتي إلّاممن آمن برسالة السماء!
ونختم حديثنا بما قاله عبد الفتاح عبد المقصود:
ثمّ ما حاجتنا إلى الإكثار من التدليل على إيمان رأس الطالبيين، ولا حاجة ثمة إلى تدليل؟
ثمّ يواصل قوله:
إنّ المنقول عن إيمانه، الذي توالى الجدال فيه أعصراً طويلة، وما زال إلى اليوم موضوع نقاش جارٍ، لأحرى بأن يغني عن المعقول. وإنّ المعقول الذي يوافق المنطق السوي، ولا ينافي واقع الحال، ليضاهي هذا المنقول. . . فإذا خطر لامرئ أن يعدل عن منقولات الأحاديث والأقوال الشاهدة بإيمانه، والواردة على ألسنة الثقات البررة من آل البيت وشيعتهم نقلاً عن الرسول صلى الله عليه و آله إلى الوقائع والأحداث، التي تصوّر مواقف عمّ النبي وأبي الوصي، وترسم ألوان سلوكه، إذن لوجد من أفعال الرجل الجليل ما هو ترجمان صدق عملي لتلك الأقوال. . .
ثمّ يقول:
أمّا ما أثر عنه من شعر. . . دالاً على إيمانه، ومؤيداً ابن أخيه، وداعياً لدينه، فإنّه أدنى إلى قرينة منه إلى برهان قاطع، لأنّنا قد لا نعدم أن نجد من بعض النقّاد منيرى فيه مجّرد تصوير جمالي. . . أو من يدّعي انتسابه إلى غير صاحبه، أو وقوعه في مظنة التحريف والتغيير والإضافة، استناداً إلى مقاييس - إن هي اعتبرت